وقفة مع محمد النجّار

23 ابريل 2021
محمد النجّار
+ الخط -

تقف هذه الزاوية مع مبدع عربي في أسئلة عن جديده وبعض ما يود مشاطرته مع قرّائه. "دائماً ما أعود إلى كتاب نيكوس كانتزاكيس لأُحادث صديقي العزيز ألكسيس زوربا"، يقول الشاعر والباحث التونسي في لقائه مع "العربي الجديد".


■ ما الذي يشغلك هذه الأيام؟

- أعمل على مراجعة الترجمة الفرنسية لكتابي "مقالات نقديّة في السيرة النبوية"، وتنقيح بعض الفصول. ستصدر هذه الطبعة الفرنسية قريباً.


■ ما هو آخر عمل صدر لك وما هو عملك القادم؟

- صدر لي، في بداية هذا العام، ديوان شعري بعنوان "شرفة لتأويل المكان"، عن "منشورات وليدوف". وأعمل حاليّاً على كتابين؛ يبحث الأوّل في تطوّر القراءات القرآنية من الصحابة إلى القرّاء السبعة، ويتناول الثاني سيرة النبي في المدينة بطريقة جديدة وعلميّة.


■ هل أنت راض عن إنتاجك ولماذا؟

- راضٍ نسبيّاً. الرضى الكامل مطلَبٌ عزيز وخاصة في الشعر، فتراني أغيّر وأحذف هذا البيت أو ذاك حتّى يوم دخول الكتاب إلى المطبعة، ثمّ لا أجدني مقتنعاً تماماً؛ هذا لأنّ الشاعر ينشُد الكمال باللغة، أو فلنقل ينشُد المطلقَ الغيبيّ بالناقص البشري.


■ لو قيّض لك البدء من جديد، أي مسار كنت ستختار؟

- كنتُ سأختار المسار نفسه، بأخطائه وأفراحه وأحزانه وانتصاراته، فلستُ نادماً على أيّ خطأ، إذ علَّمَني الكثير، ولا أبخس قدر أيّ نجاح، فقد درّبني على المزيد. أعتقد أنّ الطريق في حدّ ذاتها غير مهمّة بقدر أهميّة كيف نعيش كلّ لحظة وكلّ نبض.


■ ما هو التغيير الذي تنتظره أو تريده في العالم؟

- ربّما أريد أن يكون الإنسان بوصلة الإنسان، مهما كانت الهويّة والعرق والدين. ربّما أريد أن يكون الحبّ دين العالم ومعتقده. أمّا الآن فحتماً أريد أن ينتهي هذا الوباء الذي أتعبنا جميعاً.


■ شخصية من الماضي تود لقاءها، ولماذا هي بالذات؟ 

- قديماً كنت أودّ لقاء السيّد المسيح، فقط لأسأله: هل حقّاً أحبَّ مريم المجدليّة؟ أمّا اليوم فقد غيّرتُ رأيي، إذ لي سؤال أهمّ أودّ طرحه على ليوناردو دافنشي: لماذا أخفيتَ وجه يهوذا في لوحة العشاء الأخير؟ ألم يكن يؤدّي دوره بكلّ صدق في مسرحيّة الأقدار؟


■ صديق يخطر على بالك أو كتاب تعود إليه دائماً؟

- دائماً ما أعود إلى كتاب نيكوس كانتزاكيس لأُحادث صديقي العزيز ألكسيس زوربا وأناقشه في الكثير من المسائل. نعم، نحن نتّفق في قضايا عديدة ولكنّنا نختلف في أُخرى، وقد يكون حوارنا انفعاليّاً أحياناً، وهادئاً مرّاتٍ أُخرى.


■ ماذا تقرأ الآن؟

- أقرأ رواية جديدة أصدرها الصديق الشاعر والروائي حافظ محفوظ بعنوان "اليوم خُلع عنّي المُلك"، تتناول أواخر حياة المنصف باي في تونس ونهايته الحزينة.


■ ماذا تسمع الآن وهل تقترح علينا تجربة غنائية أو موسيقية يمكننا أن نشاركك سماعها؟
- لقد اكتشفتُ أخيراً مقطعاً موسيقيّاً من أجمل ما سمعت، وهي ترنيمة إيزيس من "كتاب الموتى" المصري، تغنّيها أميرة سليم. اللافت والمدهش هو أنّ الأغنية باللغة المصريّة القديمة وبلحن معتّق يفوح برائحة التاريخ، تتناغم فيه الربابة والناي والدفّ، وكأنّ هذه الآلات خرجت للتوّ من النقوش الفرعونيّة في المعابد. الترنيمة تُخاطب الصرخة الأولى المختفية فينا، تُخاطب الجذور، تخاطب الإنسان.


بطاقة

شاعر وباحث تونسي من مواليد 1973، مقيم في باريس. من إصداراته: "ليليّات" (1998 بالعربية ثم 2004 بالفرنسية)، و"فواكه" (2006 بالعربية ثم 2008 بالفرنسية)، و"قصيدة الماء أو الأوديسة" (2009)، و"مقالات نقديّة في السيرة النبويّة" (2020)، و"شرفة لتأويل المكان" (2021).

وقفات
التحديثات الحية
المساهمون