هيلدا حياري.. وجوه تهرب من قسوة العالم إلى الحلم

17 مايو 2023
من المعرض
+ الخط -

ترسم هيلدا حياري وجوهاً لا تنتمي إلى الواقع؛ حيث ملامحها مركّبة وهجينة لكنها تعبّر بشكل أو بآخر عمّا تعيشه المجتمعات العربية من حروب وأزمات سياسية واجتماعية، حيث تتشكّل تلك الوجوه وتنظر وتتحدّث وتحزن وتنفعل في عالم من الهذيان واللامعقول وفق منظور الفنّانة إلى واقعها.

كثّفت الفنّانة الأردنية (1969) مضامين لوحاتها خلال تجربتها التي تجاوزت ربع قرن، سواء في طرحها الحرب باعتبارها صناعة ذكورية بامتياز، أو تناولها ممارسات تتعرّض إليها المرأة من تهميش وعنف في المجتمعات العربية، وكذلك طرحها تساؤلات وجودية أكبر حول موقع الإنسان وعلاقته بالكون.

من المعرض
من المعرض

حتى نهاية الشهر الجاري، يتواصل معرض "حلم تركوازي" لهيلدا الحياري، والذي افتتح في "غاليري دار المشرق" بعمّان في التاسع من الشهر الجاري، ويضمّ ثمانية عشر لوحة بأحجام مختلفة نُفّذت أغلبها بألوان الأكريليك.

وجوه الفنانة الأردنية في بعض اللوحات هي مزيج غرائبي من خرائط ورموز ونقوش مستمدّة من الواقع والمخيّلة، فيها تفاصيل كثير من الطبيعة ومقاطع من أبنية وبيوت وشبابيك، وكذلك من مدنٍ وطرق، ومن البشر أيضاً وأشياء تُستخدم في الحياة اليومية، كلّها تجتمع في وجوه ترثي لأحوال العالم، وترثي حالها بالطبع.

من المعرض
من المعرض

تحضر في لوحات أُخرى أشكال حيوانية إلى جانب البشر، في هيئات وحالات متنوّعة، إذ يظهر ديك مستعرضاً بعرفه وذيله أمام امرأة، في حوار يحمل رمزيته الواضحة تجاه ما تعيشه النساء من طفح ذكوري واستقواء عليها، وهي في الوقت نفسه تسعى على طريقتها للتفوّق عليه جمالياً. الجمال الذي ربما يعني بالضرورة الهدوء والصفاء ولكن ليس الاستسلام بالتأكيد.

يستعيد الزائر عند كلّ لوحة ذاكرته وكوابيسه ونظرته للراهن العربي، إذ تستدعي هذه الفانتازيا البصرية بما فيها من انفعالات وحالات حسّية طاقة للتأمّل وتبعث أسئلة ملحّة حول الحياة المعاشة ومصائر الأفراد فيها، وتترك مساحة واسعة للتفاعل معها.

من المعرض
من المعرض

امرأة تنظر بعين واحدة والزهور تبقّع وجهها والبيوت والنوافذ تعلو رأسها كتاج، وأخرى بلا عينين مفتوحتين لمواجهة العالم، وثالثة تقف بلباس الزفاف الأبيض ونصف صدرها مكشوف إلى جوار رجل يرتدي السواد، ويحطّ الطير على امرأة في إحدى اللوحات.

يُذكر أن هيلدا حياري حازت درجتي البكالوريوس في العلوم سياسية وعلم الاجتماع من "الجامعة الأردنية"، وفنون تشكيلية/ غرافيك من "جامعة الزيتونة" في عمّان، وأقامت العديد من المعارض في قطر والبحرين والولايات المتحدة والأردن وغيرها.

آداب وفنون
التحديثات الحية
المساهمون