في الأول من الشهر الجاري، تداولت وسائط التواصل الاجتماعي صوراً تظهر نشطاء يرشّون مقرّ شركة "باجيرا سيستمز" الإسرائيلية في أمستردام بالطلاء الأحمر، في احتجاج على تدريب الشركة الجنود الإسرائيليين على قتل الفلسطينيين بالتعاون مع الحكومة الهولندية.
النشطاء ينتمون إلى حركة نسوية أناركية يتشاطرون الموقف نفسه مع بعض المجموعات اليسارية الصغيرة وعدد من الأكاديميين والمثقفين المستقلّين، في بلد تنحاز حكومته وأحزابه السياسية وأغلب النخب إلى الكيان الإسرائيلي، لكن الحركات المعارضة لذلك تتصاعد أنشطتها منذ منتصف الشهر الماضي.
"باحثون هولنديون من أجل فلسطين" أصدرت بياناً أدانت فيه استخدام الاحتلال للفوسفور الأبيض، وتدمير معبر رفح، وقطع كل سبل الوصول إلى الغذاء والكهرباء والمياه والإمدادات الطبية، في تأكيد أن التعامل مع غزّة لا يمكن أن يكون انطلاقاً من هجوم "حماس" في السابع من تشرين الأول/ أكتوبر.
تتصاعد أنشطة الحركات المعارضة لجرائم إسرائيل وموقف الحكومة الهولندية منها منذ منتصف الشهر الماضي
أشار البيان إلى أن الحصار المستمر على غزة منذ ثمانية عشر عاماً أدى إلى خنق 2.2 مليون شخص عالقين في مساحة بالكاد تزيد على مساحة مدينة روتردام الهولندية، كما تمّ طرد مئات الآلاف من الفلسطينيين بين عامَيْ 1948 و1967 خارج بلادهم، وأن ما يقرب من 80% من سكان غزة هم من اللاجئين الذين ما زالوا محرومين حقهم في العودة إلى مدنهم وبلداتهم الأصلية.
وأوضح الموقعون على بيان الشبكة التي تضمّ أكاديميين ومثقفين ملتزمين التضامن مع النضال الفلسطيني من أجل التحرير وتقرير مصير الفلسطينيين، أن الفلسطينيين في غزة يواجهون التطهير العرقي أو الإبادة الجماعية. ولا يقتصر هذا الوضع عليهم فقط، إذ يواصل الجيش الإسرائيلي انتهاكاته في الضفة الغربية، حيث قتل أكثر من خمسين فلسطينياً حتى لحظة إصدار البيان.
كذلك أصدر محامون وحقوقيون هولنديون في الخامس والعشرين من الشهر الماضي بياناً يطالبون فيه "إسرائيل" بوقف انتهاكات حقوق الإنسان والاحتلال غير الشرعي لفلسطين، وانتقدوا أيضاً الحكومة الهولندية التي تغضّ الطرف عن جرائم الاحتلال الإسرائيلي، بدلاً من الدعوة إلى وقف إطلاق النار.
البيان الذي وقّع عليه أكثر من مائتي محامٍ وحقوقي، أوضح أن ما يحدث في غزة تطهير عرقي وعقاب جماعي تمارسه "إسرائيل" ضد الفلسطينيين، لافتين إلى ازدواجية المعايير لدى القادة الهولنديين، مقارنةً بموقفهم تجاه الحرب في أوكرانيا.
يُذكر أن مدناً هولندية، منها روتردام وإندهوفن ولاهاي، شهدت خلال الأيام الماضية مظاهرات، تنديداً بالقصف الإسرائيلي المتواصل على غزة، وصلت أعداد المشاركين فيها إلى الآلاف، ورفعوا شعارات تدعو إلى وقف الإرهاب الإسرائيلي.