هاري تزالاس.. عودةٌ بالرواية إلى الإسكندرية

05 اغسطس 2022
"فندق سيسيل" في الإسكندرية، 1934 (Getty)
+ الخط -

من بين مدن المتوسّط العديدة، تحظى الإسكندرية بمكانةٍ مُلهِمة لدى الكتّاب والشعراء، فجغرافيّتها وتاريخها وضعاها على تقاطُعِ طُرقِ حضاراتٍ كثيرة. وهذا لم ينقطع تأثيرُه حتى أواسط القرن العشرين؛ إذ ظلّت مدينةً كوزموبوليتانية تحتضن جالياتٍ أجنبية شتّى، وبقيت ذكراها في مخيّلات المهاجرين منها طويلاً.

هاري تزالاس، الكاتب اليوناني الذي وُلد في المدينة عام 1936، هو أحد أولئك المسحورين بجوّ الإسكندرية وخيالاتها. وهذا ليس غريباً لو استحضرنا أسماء أُخرى؛ مثل ابن بلده الشاعر قسطنطين كفافيس (1863 ـ 1933) الذي وُلد وقضى فترة طويلة من حياته في هذه المدينة، والتي يُمكنُ وصفها بالعاصمة التاريخية للمتوسّط.

يوم الثلاثاء المُقبل، تحتضن "مكتبة الإسكندرية"، عبر "زووم" وحضورياً، ندوةً حول رواية تزالاس الأشهر "سبعة أيّام في فندق سيسيل" يتحدّث فيها كلٌّ من: الباحث ثائر العذاري، والناقد الأدبي محمد عبد الغني، إلى جانب مترجمة الرواية غادة جاد، وذلك في إطار أنشطة "مختبر السرديات" الذي تنظّمه المكتبة.

صدرت الطبعة الأولى من الرواية باليونانية عام 2000، ثم بالإنكليزية عام 2010. أمّا الترجمة العربية فرأت النور عام 2016 عن "مركز دراسات الإسكندرية وحضارة البحر المتوسط".

سبعة أيام في فندق سيسيل - القسم الثقافي

يتّخذ تزالاس من أحد أهمّ المعالم الحضرية في المدينة (فندق سيسيل) فضاءً مكانياً لأحداث روايته، فالفندق الذي أُنشئ عام 1929 في منطقة "محطّة الرمل"، معروفٌ بوصفه محطّةً لرموز الأدب والسياسة الذين عاشوا في الإسكندرية أو زاروها.

ورغم أنّ الأجواء التي تحفّ بسرد الرواية تكادُ تقتصر على صورة ماضية عن المدينة، التي غادرها الكاتب عام 1956، ويبدو الحنين في سطورها عاملاً أساسياً يُرسّم الرؤيا عن الزمن، إلّا أنّها تبقى من الروايات التي تمثّل مدى ارتباط تزالاس بالإسكندرية.

وعدا عن اشتغاله قرابة عشرين سنة في عمليات المسح والتنقيب الأثري البحري في الإسكندرية، يُشار إلى أنّ للكاتب روايات أُخرى ومجموعات قصصية تدور في أغلبها في الإسكندرية أو تستلهم روحها، ومنها: "السراب السكندري" و"البحار الثملة" و"وداعاً الإسكندرية".

المساهمون