"نوبل" للآداب 2023: هل تذهب إلى راؤول زوريتا؟

02 أكتوبر 2023
راؤول زوريتا في تكريم سابق
+ الخط -

"من المحتمل جداً. ولكن مع ذلك لا يهمني شيء من هذا على الإطلاق. أعتقد أنني أحاول، مثلي كمثل الكثيرين من الشعراء الكبار من جيلي، أن نقدّم كلّ ما لدينا للأدب والفن، وأجمل ما لدينا هو جعل الحياة نفسها أدباً وفناً". هذا ما أجاب به الشاعر التشيلي راؤول زوريتا (1950) على تعليق أحد الصحافيين، عندما قال له: "لسنا الوحيدين الذين نعتقد بأنك أفضل شاعر على قيد الحياة ناطق باللغة الإسبانية، وبالتالي نراك المرشح الأبرز والمعقول في لغتنا لجائزة "نوبل" للآداب، وإلا لن تكون الجائزة معقولة إن لم تأخذها". 

وبالفعل يبدو أنَّ آمال العالم الناطق باللغة الإسبانية في أن يحصل الشاعر التشيلي على "جائزة نوبل"؛ والتي ستُعلن "الأكاديمية السويدية" عن نتائجها في الخامس من أكتوبر/ تشرين الأول، أقوى من أي وقتٍ مضى، لا سيّما أن اسمه يتردّد بشكلٍ كبير في مراكز المراهنات وبعض الصحف الإسبانية والعالمية. 

جرت العادة أن تُعلن مراكز المراهنات عن أسماء المرشحين المحتملين بالفوز قبل أسبوع من إعلان النتائج، حيث جاء اسم زوريتا هذا العام مع أسماء معروفة وأخرى جديدة. وكان صاحب "المَطهَر" (1979) قد نال مؤخراً جائزتين مهمتين في إسبانيا، هما "جائزة الملكة صوفيا للشعر الإيبروأميركي"؛ بوصفه أهم شاعر حي في أميركا اللاتينية، و"جائزة الشعر العالمية فيديريكو غارسيا لوركا" بدورتها التاسعة عشرة التي تمنحها بلدية مدينة غرناطة، بالتعاون مع "مؤسسة فيديريكو غارسيا لوركا" الثقافية. وتُعتبر هذه الجائزة واحدة من أعرق الجوائز في مجال الشعر المكتوب باللغة الإسبانية، وتبلغ قيمتها الماديّة 20 ألف يورو. سياسياً يُعتبر زوريتا -دخل سجون الدكتاتورية في بلاده- مناهضاً لليمين السياسي، ونصيراً لقضايا الحريات وضحايا الاستبداد واللاجئين، كما عُرفت عنه مواقف متضامنة مع القضية الفلسطينية وقضايا التحرر العربية.  

ثمة نوع من الإجماع على كونه أفضل شاعر حيّ يكتب بالإسبانية

ومن أبزر الأسماء المرشحة للحصول على الجائزة السويدية هذا العام، إلى جانب زوريتا؛ الذي يعتبر الشعر شكلاً من أشكال المقاومة والإدانة لكل أساليب الطغيان، يظهر اسم الكاتب والمؤلّف الأميركي ستيفين كينغ (1947)، إلا أن حظوظه، على ما يبدو، ليست كبيرة مقارنة مع الياباني هاروكي موراكامي (1949) الذي يتكرّر اسمه للسنة الخامسة على التوالي، أو مع زوريتا نفسه، أو حتى مع سلمان رشدي (1947)، الذي تعرّض لمحاولة اغتيال في العام الفائت. وللمفاجأة، تتصدّر قائمة المراهنات الكاتبة الصينية كان شيويه Can Xue، واسمها الحقيقي دنغ شياو هوا، وهي كاتبة تركت بصمة عميقة في الأدب المعاصر بأسلوبها المُبتكر واستكشافها للسريالية. وعلى الرغم من أنّها لا تحظى بشعبية كبيرة في الغرب، فإنها شخصية ذات صلة ومؤثرة في الأدب الآسيوي، وهي اليوم المرشحة الأولى. كذلك تبرز أسماء كلٍ من المسرحي النرويجي جون فوسي، والكاتب الأسترالي جيرارد مورنين، والشاعرة الكندية آنا كارسون. في حين تغيب الأسماء العربية، بما في ذلك اسم الشاعر أدونيس.

لطالما اعتبر زوريتا الشعر شكلاً من أشكال مقاومة الطغيان

وفي حال حصول زوريتا على الجائزة سيكون ثالث شاعرٍ تشيلي يحصل عليها بعد مواطنيه غابرييلا ميسترال في عام 1945، وبابلو نيرودا في عام 1971، وبذلك ستتحقق مقولة الروائي التشيلي أليخاندور زامبرا، صاحب كتاب "شاعر من تشيلي"، عندما قال "إن تشيلي هي بطلة العالم في الشعر"، كما سترمم الجائزة صورتها، بعدما كثر ذهابها، وخصوصاً في العقد الماضي، لشخصيات أدبية غير فارقة، ما ترك شعوراً بعدم الاستحقاق لدى محبّي الأدب في العالم.  

وفي حال لم يحصل عليها، سيبقى صاحب كتاب "ضد الجنة" بشعره وشخصه تجسيداً لذلك الإنسان الذي عاش الحياة شعراً، وكتب الشعر حياة، بسلاح واحدٍ لا غير: اللغة التي تزلزل أشكال الطغيان. 
 

آداب وفنون
التحديثات الحية
المساهمون