نعرفُ أنّ الغرب عنصريّ منذ بدأ يمتلك مصادر الشرّ عن طريق العِلم.
نعرف أنّ تلك الحساسية تجاه مصائب الآخرين معدومة لديه، مذ نشأ، ومعدومة لدى كلّ رأسمالي مُحايث، الآن وفي المستقبل.
نعرف أنّه ضدّ الحقيقة بالمطلَق، إذا كانت هذه ضدَّ مصالحه وأطماعه.
نعرف أنّنا نواجهه، صدوراً عزلاء أمام صواريخ يزن واحدُها طنّاً و330 كيلوغراماً.
نعرف أنّه من يُدير تفاصيل إبادتنا الجماعية، وتهجيرنا عن أرضنا.
لقد وُلد الغرب الحديث من هاوية إرهاب الدولة، فقط. ومن يعرف ثقافته، يوقن أنّ العنف مكوّن رئيس فيها، منذ حضارة اليونان إلى اليوم.
ونعرف، بالمقابل، أنّ الوطن المنهوب أكثر شخصية، وأكثر أماناً، وأكثر واقعية من حضور الإنسان، ولا يمكن لأولاده الوصول إليه، إلّا بقرابين الدم.
إنه حالٌّ في حواسّنا، وإن ابتعدنا عنه وسكنّا المنافي، ويبقى لنا شبيهاً بالحب الذي يُشرق من خلال الابتسامة الرقيقة لمن نحب.
نعرف أن المقاوم هو مَن سيضع حدّاً للهمجيّات، ويوماً ما سيُزيلها، فيضمن التعايش المتناغم بين شعوب هذه المنطقة التي توحّدها ثقافةٌ واحدة وهَمّ واحد.
نعرف ونحمل عبء المعرفة، راضين صابرين.. مؤمنين بحقيقة الحقائق: إنّ الأرض تدور، وعاليها حاضراً هو سافلها غداً. سُنّة سَنّها التاريخُ في كلّ الفصول.
* شاعر فلسطيني مقيم في بلجيكا