مأساةٌ بالتصوير البطيء هي حياة شاعر ثوريّ بعد غروب آخر الوعود الثورية في دنيا العرب؛ الدنيا التي اختلطت فيها الثورات بالأنظمة الاستبدادية، وصُور جمهوريات الموز في أدب أميركا اللاتينية بـ "الدولة الوطنية" بعد زوال الاستعمار المباشر.
مأساةٌ بالتصوير البطيء هي مرض شاعرٍ لعقد أو أكثر خارج أرض أحلامه، وموتُه خارجها تماماً. مأساة لا نستطيع لفَرْطِ ما أُضعِفنا أن نستشعر جلالها، لذا نستتر بالصمت.
مَنْ له قلبٌ ليتحدّث في الشعر والحداثة وأَن يزن أحكاماً نقديةً، مَن له قلبُ أن يصوغ مرثاةً، مَنْ له قلبٌ لأيّ شيء في دنيا العرب الكليمة.
يخطر للإنسان أن يعتذر بلا كلمات أمام المأساة، يخطر له أن يجد معنى يَشدّ الأزر بدل المعاني المثبِّطة التي يمثّلها رحيل شاعر "القدس عروس عروبتكم"، و"العُقُل" العربية تتدافع للاصطفاف أمام حُجرة الاغتصاب وأمام جنازة الشاعر الأسير، أَسْر الأوطان وأَسْر المرض وأَسْر موتِ الأحلام، وأسْرنا نحن الذين بقينا "أحياء"، نتذكّر الصوت المجلجل بالنبوءة ونحاول أن نعتذر.