مَلْتَم شاهين: حين ينتقل الوجع بين النساء

04 اغسطس 2021
(من المعرض)
+ الخط -

مع تزايد جرائم قتل النساء في تركيا في السنوات الأخيرة، ظهرت مساهمات عديدة لكثير من الكُتّاب والفنانين الأتراك، لمحاولة وقف تلك الجرائم ومكافحة العنف ضد المرأة بأسبابه المختلفة. ووفقاً للإحصاءات التركية الرسمية، فقد قُتلت 180 امرأة عام 2010، كما وصل عدد الضحايا من النساء في عام 2019 إلى 474 امرأة.

ولعلّ أبرز المساهمات التي قدّمها فنانون أتراك في هذا السياق، هو الكتاب الذي أصدرته الكاتبة خديجة مريم، عام 2019، بعنوان "من أين يبدأ قتل المرأة؟" وقد حظي الكتاب باهتمام عدد كبير من القرّاء في تركيا. كما أُقيم أيضاً العديد من المعارض الفنية حول جرائم قتل النساء، كمعارض الفنانة إيبك دوبان، التي أقامتها داخل تركيا وخارجها، واعتمدت فيها على أخبار من الصحافة التركية حول جرائم قتل النساء وعرضتها على لوحات معدنية.

في ذات السياق، افتتحت الفنانة التركية مَلْتَم شاهين معرضاً فنيّاً في إسطنبول في "بيت الأدب" بحي باي أوغلو، بعنوان "وجعُ امرأة لا ينتقل إلى أخرى" في الخامس والعشرين من يونيو/ حزيران الماضي.

ملتم شاهين - القسم الثقافي
(مَلْتَم شاهين، من المعرض)

وحول فكرة المعرض الذي يستمرّ حتى بعد غد الجمعة، تقول ملتم شاهين، في حديث لـ"العربي الجديد": "استلهمتُ فكرة المعرض من قصيدة طويلة مشتركة للشاعرتين برهان كسكين وأصلي سيرين، وهي حواريّة بينهما بعنوان "عدّاد تذكاري" وقمتُ برسم كلّ لوحات المعرض وأنا أستمع إلى القصيدة بصوتيهما. واستخدمتُ تقنية المونوبرنت في جميع رسومات المعرض. وقد أصدرت دار النشر "الكيلو 160" كتاباً يتضمّن القصيدة مع الرسومات وصور ضحايا العنف من النساء".

"أنا أضربها كلّ يوم، فلماذا ماتت هذه المرة" مثل هذه العبارة القاسية أضافتها الفنانة إلى رسومات معرضها، في محاولة لتوثيق تصريحات القتلة بمختلف مبرّراتهم لارتكاب تلك الجرائم. كما يتضمّن المعرض أيضاً أداء شعريّاً حيّاً بصوت الشاعرتين، إذ خُصّصت قاعة لعرض بعض تصريحات القتلة الذين يحاولون تبرير جرائمهم.

ملتم شاهين - القسم الثقافي
(من المعرض)

جدير بالذكر أنّ القصيدة التي قامت بكتابتها الشاعرتان برهان كسكين وأصلي سيرين، عام 2015، تحمل نفس عنوان اسم المنصة الإلكترونية التي أطلقتها الفنانة التركية زران جوكتان، عام 2013، باسم "عدّاد تذكاري" وهي أرشيف رقمي يوثق قتل النساء في تركيا.

وإلى جانب إحصاء عدد الضحايا، تقوم فكرة هذه المنصة على أرشفة حكايات كل امرأة، وكيفية تعرضهنَّ للقتل مع ذكر القاتل وسنة القتل، ويتم تحديث المنصة بشكل يومي. وقد كُتبت القصيدة على إثر مقتل الطالبة الجامعية أوزجه جان أصلان، بعدما تعرضت للاغتصاب والحرق، وأرادت الشاعرتان لفت الانتباه إلى العنف الذي تواجهه المرأة في تركيا.   
 
ومما جاء في القصيدة المشتركة:

أصلي سيرين:
"من الذي يقرّر طول التنورة التي نرتدي، والطفل الذي سننجب؟
لماذا ترى المرأةُ وجهَ أبيها وهي تمارس الحبّ للمرة الأولى،
ولماذا تصير الفتيات مع رجال في أعمار أجدادهنّ؟

برهان كسكين:
"ولكن قبل هذا بكثير يا أصلي
يوجد شيء آخر عُلِّق على رقابنا
لنضع المرأة جانباً...
يوجد آدم وضلعه، وما شابه ذلك...
الرجلُ والمرأةُ حيوانان مختلفان،
والقاعدة في عالم الحيوان أن يقتل القوي الضعيف".

المساهمون