"موسيقى من أجل سورية": مساءٌ طويل في باريس

22 مارس 2023
بشار مار خليفة خلال حفل في لا روشيل بفرنسا، 2018 (Getty)
+ الخط -

بعد مرور نحو شهر ونصف تقريباً على وقوع الزلزال المدمّر الذي ضرب شمال سورية وجنوب تركيا في السادس من شباط/ فبراير الماضي، ما تزال عواقب الكارثة قائمة على كثير من المستويات ــ الاجتماعية والاقتصادية والنفسية، وقبل كل شيء على مستوى السكن ــ، وهي عواقب لم تسهم الاستجابة الحكومية، ولا سيما في سورية، في التخفيف منها.

نقصٌ في الدعم والمساعدات دعا كثيراً من المثقّفين والفنانين العرب، وحول العالم، إلى تنظيم مبادراتٍ بهدف الوقوف إلى جانب المتضرّرين عبر تخصيص عائدات أعمالهم وحفلاتهم لدعم المؤسسات المدينة العاملة على الأرض.

ضمن هذا السياق يأتي حفلُ "موسيقى من أجل سورية" الذي يُقام غداً الخميس في صالة "ذي كي" بالدائرة التاسعة في باريس، بدءاً من الثامنة مساءً وحتى الرابعة فجراً، بتنظيم من جمعية "ممرّ مواطَنة" الفرنسية.

يُشارك في الحفل، الذي سيذهب ريعُه إلى ثلاث مؤسّسات مدنية تعمل في الشمال السوري، العديد من الفنانين العرب، وهُم: بشار مار خليفة، وفرقة "أسيد عربي"، و"باب"، وهادي زيدان، ولين أديب وزيد حمدان، وأسلوب، وأبو غابي، ومارك قدسي، ووائل القاق.

 في تعليقٍ على مشاركته في الحفل، أدلى به في حوار مع مجلّة "لوبس" الفرنسية، قال الموسيقي اللبناني بشار مار خليفة إن هذه المشاركة تأتي من قناعته بضرورة الوقوف إلى جانب الشعوب في ما تواجهه، إن كان في وجه الأزمات الطبيعية أو في وجه الدكتاتورية. وذكّر مار خليفة بأن الشعب السوري، عندما انتفض عام 2011 ضدّ نظام الأسد، كان أوّل شعب يثور في بلاد الشام على الاستبداد بالنسبة إلى الجيل الذي ينتمي إليه الفنان، مندّداً ببقاء الأسد بالسلطة، وكذلك بشيوع مقولات في المجتمع الفرنسي حول "تعقيدات" الوضع السوري أو اللبناني، وهي طريقةٌ لتجاهل المسألة، بحسبه.

وأشار مار خليفة إلى أن الشعب السوري دفع وما يزال يدفع ثمن بقاء النظام في السلطة، وها هو يدفع اليوم ثمن الزلزال وحده، حيث أن أغلب المساعدات القادمة إلى المتضررين بالزلزال ذهبت إلى تركيا، و"أقل منها بكثير ذهب إلى سورية"، وهو "ما يجعل من هذا الحفل أمراً مفيداً"، مضيفاً: "صحيحٌ أن الموسيقى لا يمكنها أن تُخرج الناس من تحت الأنقاض، لكنّها عاملٌ مهمّ: فهي تجمع، وتُنير العقول، بينما السياسة تنشر الضبابية، وتجعلنا نياماً، وتُبعد انتباهنا عن الأمور الجوهرية".

وكانت العاصمة الفرنسية قد شهدت العديد من الفعاليات المشابهة خلال الأسابيع الأخيرة، بهدف الوقوف إلى جانب الشعبين السوري والتركي في أزمتهما، في حين من المنتظر أن تُقام، في فرنسا وخارجها، فعالياتٌ أُخرى، ومن بينها حفلٌ يُقام في الخامس عشر من نيسان/ أبريل المقبل في "قاعة ألبيرت الملكية" بلندن بمشاركة فنانين بريطانيين وأتراك وعرب، وحفلٌ آخر يُقام الجمعة والسبت المقبلين في مدينة فايل أم راين الألمانية، ويذهب ريعه كذلك إلى المتضرّرين في سورية وتركيا.

موقف
التحديثات الحية
المساهمون