من بيروت.. تحيّة إلى أحفاد مانديلا

20 يناير 2024
جانب من الوقفة التضامنية أمام "قنصلية جنوب إفريقيا" (العربي الجديد)
+ الخط -

"عملوها أحفاد مانديلا" الصرخة التي انطلقت من القاهرة، الأسبوع الماضي، كتحية شكر لخطوة جنوب أفريقيا في الترافُع ضدّ الاحتلال بـ"محكمة العدل الدولية"، وصلت إلى بيروت، وكانت الشعار الرئيسي للوقفة التي انتظمت أمام "قنصلية جنوب أفريقيا"، مساء أمس الجمعة، تحت عنوان "من جنوب أفريقيا إلى فلسطين سنتحرّر معاً"، ودعا إليها أكثر من ثلاثين مُنظَّمة سياسية ومدَنية، بالإضافة إلى تجمّعات شبابية وناشطين مستقلّين.

في حديثها إلى "العربي الجديد"، قالت الناشطة ناهدة خليل من منظّمة "بيروت مدينتي" إنّ "هذه الوقفة التضامنية تنطلق من تأييدنا لدعوى جنوب أفريقيا، والتي نرى فيها خطوة أولى بدايةً لمسار جديد، حيث نتمنّى وندعو إلى انضمام أكبر عدد من الدول  لهذه الدعوى، وبالأخصّ الدول التي أبدت موقفاً جريئاً ضدّ الإبادة الجماعية، ومُعادية للكيان الصهيوني".

تاريخ واحد يجمع شعبَي فلسطين وجنوب أفريقيا أساسه مقاومة الفصل العنصري

وتابعت: "نتوجّه، أيضاً، إلى الحكومة اللبنانية، التي ننتظر منها أن تقدّم شكوى بحق الكيان الصهيوني لـ"محكمة العدل الدولية"، وليس لـ"الأمم المتحدّة"، لأن الأخيرة ثبُت أنها لا تستطيع تقديم أيّ شيء. ونحن سنتابع هذا المسار حتى فرض الوقف الفوري لإطلاق النار، وعودة أهالي غزّة الذين شرّدتهم الحرب إلى بيوتهم، وإعطاء الشعب الفلسطيني حقّه غير المنقوص بوطنه وأرضه التاريخية".

الصورة
من الوقفة التضامنية 1 - القسم الثقافي
جانب من الوقفة التضامنية (العربي الجديد)

أمّا الناشط النقابي وعضو "الحزب الشيوعي اللبناني" يسار العنداري فلفت، في حديثه إلى "العربي الجديد"، إلى أن "الوقفة التضامنية، هي استنكار للإبادة الوحشية المستمرّة منذ أكثر من مئة يوم. بل هي إبادة أقدم بكثير من تاريخ السابع من تشرين الأول/ أكتوبر، حيث تعود إلى نكبة عام 1948". 

وعن تنامي عدد المؤيدين للقضية الفلسطينية حول العالم قال: "على مستوى الرأي العام العالمي، باتت نسبة المؤيّدين للقضية الفلسطينية كبيرة خاصة على الصعيد الشعبي، وإن كان الحال غير ذلك على مستوى الأنظمة. ومن هنا تأتي أهمية موقف حكومة جنوب أفريقيا، كونها خرقت هذا التخاذُل والتواطؤ الرسميّين".

وختم: "كنّا نتمنّى لو أنّ الأنظمة العربية هي من بادرت إلى مثل هذه الخطوة، وبالتالي وقفتنا هنا اليوم هي للدفع والتحشيد بهذا الاتّجاه، من أجل الوصول - بالحدّ الأدنى - إلى وقف فوري لجرائم الإبادة".  

الصورة
من الوقفة 2 - القسم الثقافي
يجب أن يكون هناك تمثيل دبلوماسي قويّ بين جنوب إفريقيا ودولنا العربية (العربي الجديد)

 بدورها وضّحت الناشطة إيمان حايك، لـ"العربي الجديد"، أنّ الدعوة لهذه الوقفة "بدأت من مجموعات ناشطة ومستقلّة، كانت على تواصل وتنسيق خلال التظاهُرات التضامنية السابقة، وحاضرة في الاحتجاج أمام سفارات الدول الغربية، وقد تنادت اليوم أكثر من 30 جمعية للتظاهر".

وتابعت: "نحن ندرك أنّ المحاكم الدولية هي جزء من النظام الدولي، ولكن خطوة جنوب أفريقيا مُهمّة، حتى ولو كانت رمزية، وفي حال لم تتعرّض لأيّ عرقلة فسنكون أمام نتيجة غير مسبوقة ضدّ الكيان. لا ننسى أنّ تاريخاً من النضال يجمع بين الشعبَين الفلسطيني والجنوب أفريقي، ومتأسّس على مبدأ مقاومة الفصل العنصري، الذي تمّت رعايته عالميّاً من الحكومات الغربية. هذه الوقفة تحية شكر إلى أحفاد مانديلا، تُدلّل على ترابُط القضايا بين شعوب الجنوب العالمي، ضدّ الاستعمار بكل أشكاله".

كذلك التقت "العربي الجديد" بالناشط عبد السلام عيتاني الذي عبّر عن أسفه كونه "لا يوجد في لبنان سفارة لجنوب أفريقيا، هناك فقط قنصلية، في حين تحظى الدول الغربية الراعية للكيان الصهيوني بسفارات كبيرة وضخمة، وبعد هذا الموقف المشرّف من أحفاد مانديلا، يجب أن يكون هناك تمثيل دبلوماسي قويّ بين جنوب أفريقيا وكل الدول العربية".

المساهمون