تتزامن حرب الإبادة الصهيونية في غزّة، والمستمرّة منذ أكثر من مئة يوم، مع حرب أُخرى تشهدها المنطقة العربية، وهي الحرب في السودان، التي اندلعت في الرابع عشر من نيسان/ إبريل الماضي، إثر تمرّد مليشيا "الدّعم السريع" على قوّات الجيش الحكومي؛ بعد أن انتهى كِلَا الطَّرفين من الإجهاز على السياسة في البلاد، وتصفية الطموحات الديمقراطية في مرحلة ما بعد ثورة 2018.
المجازر البربريّة التي ترتكبها قوّات الاحتلال الإسرائيلي في فلسطين، لا نظير لفظاعتها، ولكنّ ما ترتكبه "مليشيا الدعم السريع"، لا يقلّ وحشيّة عنها أيضاً، خاصة أنّها مُوجَّهة ضدّ أبناء بلادها. وعلاوة على عمليات التطهير العِرقي والمجازر الجماعيّة، لا يُمكن أن ننسى أنّ هذه الميليشيا كانت من أوائل المُطبِّعين مع الاحتلال، إلى جانب قوى سودانيّة أُخرى.
يعكس هذا الواقع الإبادي أثره المرير على النساء في كِلَا البلدين، وفي إطار مناقشة أوجه التشابُه والروابط المباشرة بين نضالات النساء، يُنظّم "التحالف الإقليمي للمُدافعات عن حقوق الإنسان في جنوب غرب آسيا وشمال أفريقيا" جلسةً افتراضيّة عبر منصّة "زووم"، عند السادسة من مساء غدٍ الثلاثاء، بعنوان "أكثر من مجرّد تضامن: حوارٌ نسوي حول ربط النِّضالات في السُّودان وفلسطين"، وتُشارك فيها الناشطتان: السودانية ريم عبّاس، والفلسطينية لبنى الشوملي.
تنطلق الجلسة من مبدأ وقوف النسويّات والمُدافعات عن حقوق الإنسان في الخطوط الأماميّة للدفاع عن مجتمعاتهنّ وتقديم الدَّعم الإنساني لها، على اعتبار أنّ النضال النسوي الاجتماعي، مناهِضٌ للاستعمار بالضرورة، كما لا يُمكن أن يكون مُعبِّراً عن نفسه من خلال قضيّة واحدة. وتُشير المُشارِكَتان إلى سياسات الحشد، واستراتيجيات العمل المُشتركة والمُستندة إلى تجربة الناشطات النسويّات الفلسطينيّات والسودانيّات والمُدافعات عن حقوق الإنسان.
يُذكَر أنّ هذه الجلسة هي أوّل حلقة من سلسلة ندوات افتراضيّة بعنوان "تشبيكات"، وتتناول، وفقاً للمُنظِّمات، "مبادئ وآليّات العمل السياسي النسوي العابر للقضايا والحدود، وكيف يُمكن لتحليلٍ نسوي نابع من سياقاتنا الإقليمية أن يكشف عن طُرق جديدة لمحاربة الأبوية والعسكرة والعُنف العِرقي والاستعماري".