"ملتقى الطاهر الهمّامي".. تقاطُعات الأدب والفنون

في أيار/ مايو 2009، رحل الشاعر والباحث التونسي الطاهر الهمّامي (1947 - 2009) في أحد مستشفيات العاصمة الإسبانية مدريد، تاركاً عدداً كبيراً من المؤلَّفات؛ كان أوّلَها مجموعةٌ شعرية صدرت عام 1972 بعنوان "الحصار"، وآخرها كتابٌ بعنوان "بعلٌ ولو بغل" صدر عام 2009، وبينهما سلسلةٌ طويلة من الكتب التي توزّعت بين الشعر والدراسات النقدية والكتابات السياسية والنقابية، والتي يُعتقد أنّ ما هو معروفٌ منها لا يمثّل سوى جزءِ ممّا ألّفه، إذ نشر بعض كتبه بأسماء مستعارة، وظلّ بعضُها الآخر غير منشور.

في مسقط رأسه؛ مدينة بن عروس جنوبَي تونس العاصمة، تأسَّس، بعد أربع سنوات من رحيله، ملتقى أدبي وفكري يحمل اسمه، وظلّ يُقام بشكل دوري في الشهر الخامس من كلّ سنة، ليصل هذا العام إلى دورته التاسعة التي انطلقت مساء أمس الخميس، وتستمرّ لثلاثة أيام.

تُقام الدورة الجديدة من "ملتقى الطاهر الهمّامي للإبداع الأدبي والفكري"، الذي تُنظّمه "المكتبة المغاربية" في مقرّها بالاشتراك مع "جمعية أحبّاء المكتبة والكتاب" في بن عروس تحت عنوان "الأدب وتظافر الفنون"، وتتوزّع أعمالها بين أربع جلسات علمية؛ أُقيمت أُولاها أمس، وضمّت أربع أوراق: "جماعة تحت السور وتفاعُل الفنون" لفاروق العمراني، و"الكتابة المسرحية اليوم بين إغراءات الزائل والتطلُّع الى الدوام" لمحمد المديوني، و"حوار الشعر والفنون من خلال نماذج شعرية لمنصف الوهايبي ومحمد الخالدي" لفتحي النصري، و"الجاحظ وخطاب الفرجة" لصالح بن رمضان.

ويتحدّث في الجلسة الثانية، صباح اليوم، كلٌّ من بلقاسم جابر عن "السيرة الهلالية: من إشكالية الأجناس إلى تواسع الفنون"، ومحمد عبد العظيم عن "الصورة العشرية سبيلُ تحوُّل المدنَّس إلى المقدَّس، 'راقصة الحانة' نموذجاً، وأحلام الأخضر عن "القصّة القصيرة جدّاً: مجمع كلّ الفنون". بينما تُقام الجلسة الثالثة في الفترة المسائية، وفيها يُقدّم حسين العوري مداخلةً بعنوان "الصورة الشعرية ولعبة التكبير السينمائي".

أمّا الجلسة الرابعة، في اليوم الثالث والأخير، غداً السبت، فتتضمّن ثلاث مداخلات؛ هي: "أدبية القصيدة التشكيلية من خلال نماذج من الشعر المعاصر" لفتحي أولاد بوهدّة، و"السينما وحوار الفنون" لهيام الفرشيشي، و"رواية 'غرافيتي' لسنيا مدوّي: تضايُف الكلمات والأوان" لفتحي فارس.

تُقام، على هامش الجلسات، فعاليات متنوّعة؛ من بينها معرضٌ للخطّاط توفيق العيساوي، وآخر يوثّق للدورة السابقة عام 2022، إلى جانب قراءات شعرية، وفقرات موسيقية من أداء عبّاس مقدم، وعرض لفيلم "الرديف 54" (1997) لعلي العبيدي عن قصّة "يوم من أيام زمرا" لمحمد صالح الجابري، ومقتطفات من مسرحية "جماعة تحت السور" من إخراج بشير الدريسي وحمادي عرافة عن نصّ لسمير العيّادي.

كتب

التحديثات الحية

"مقدّمات توفيق بكّار": كي لا تكون "المعاصرة" حائطاً