"معهد العالَم العربي" بباريس: إيران وأهلُها بين ثورتين

10 ابريل 2023
خلال مظاهرة في طهران مطلع تشرين الأول/ أكتوبر 2022 (Getty)
+ الخط -

يكثر الحديث عن ثورة عام 1979 في إيران بوصفها "ثورة إسلامية". تعبيرٌ يُحيل قبل أيّ شيء إلى نظام الحُكم الذي أعقب اندلاع الثورة، أي النظام الإسلامي الذي أوجده روح الله موسوي، المعروف بالخُميني ــ وقد كان من أشهر الشخصيات السياسية في البلد آنذاك ــ بُعيد إسقاط نظام الشاه محمد رضا بهلوي.

غير أن هذه التسمية فيها الكثير من الاختزال والتهميش، كما يخبرنا مؤرّخون ومثقّفون وناشطون إيرانيون، وهو ما تسعى إلى الوقوف عندَه طاولةٌ مستديرة يُقيمها "معهد العالَم العربي" في باريس مساء هذا الخميس، الثالث عشر من نيسان/ أبريل الجاري، بدءاً من السادسة مساءً.

هذه الطاولة ــ التي تُفتَتح بخطاب للمحامية والناشطة شيرين عبادي (1947)، الحائزة على "نوبل للسلام" لعام 2003 ــ هي الأولى في برنامجٍ يضمّ أيضاً جلسةً ثانية، بعنوان "امرأة، حياة، حرّية: إلى أين تذهب حركة الاحتجاج في إيران؟" (عند السابعة والنصف مساءً)، والتي تشارك فيها، مثل الطاولة الأولى، مجموعة من المثقّفين والأكاديميين والكتّاب والفنّانين، من إيران وفرنسا.

وتسعى الطاولة الأولى ــ التي تحمل عنوان "فهْم ثورة 1979" ــ إلى تفنيد الهيمنة الإسلامية على الثورة، "المرتبطة بشكل غير شرعيّ بالنظام الذي أعقبها"؛ هيمنةٌ "تضع في الظلّ الطبيعة المركّبة للحراك الثوري آنذاك، والذي يمتدّ على مساحة واسعة تشمل المكوّنات الليبرالية والماركسية والأناركية واللائكية والإسلامية"، كما نقرأ في برنامج الجلسة.

عبر الاستناد إلى مجموعة من الصور الفوتوغرافية التي وثّق فيها رضا ومنوشر دقَتي الثورة ويومياتها، تقترح الروائية والمُخرجة الإيرانية راشل دقَتي عودةً مفصّلة إلى مُجريات الحِراك، في مداخلتها، في حين يقدّم الأكاديمي الفرنسي يان ريشار والإيراني فرهاد خسروخفار ورقتين يوضّحان فيهما سوسيولوجيا ثورة 1979، وتنوّع القناعات والتوجّهات السياسية والدينية والأيديولوجية للمشاركين فيها.

أمّا الجلسة الثانية، فتركّز على راهن البلد، في مسعى لفهم الحِراك الذي يشهده منذ قتْل شرطة الأخلاق الإيرانية للشابّة مهسا أميني في أيلول/ سبتمبر 2022.

بمشاركة الباحثة في الأدب الفارسي ليلي أنفار، والناشطة مانيلي مرخان، وعالمة الاجتماع مهناز شيرالي، تسعى هذه الطاولة المستديرة إلى الإضاءة على ما يميّز هذا الحراك عن ثورة 1979، وإلى فهم مآلاته الممكنة.

من ناحية، الشكل، يختلف الحِراك الراهن في أنه يقوم أساساً على تظاهُرات بأعداد صغيرة، وأحياناً "طيّارة"، بسبب القمع الكبير لقوّات الأمن الإيرانية. كما يقوم على حركات احتجاجية تتجاوز الشارع أحياناً إلى التكنولوجيات الرقمية، عبر الصورة والفيديو والنقاشات على مواقع التواصل. وهو ما يختلف كثيراً عن ثورة 1979 التي كانت كلاسيكية في شكلها، حيث احتشدت الناس وامتلأت شوارع المدن خلال مظاهراتها.

كما تعرّج المشاركات على مضامين الانتفاضة الحالية، والتي يَصِفنها بالطليعية في المنطقة، ولا سيّما بفضل الطابع النسويّ الذي تقوم عليه، والذي يُعَدّ من أبرز العناصر التي تمنح الحِراك شكله، إن كان لناحية المطالب أو لناحية المشاركين فيه، في الشارع أو عبر الإنترنت.

يُختَتم هذا المساء المُخصَّص لإيران بحفل موسيقي تشارك فيها مجموعة من الفنّانات الفرنسيات والإيرانيات ــ مثل بربارا برافي، وأنوشا نزاري، وداريا دادفار ــ ومجموعة من العروض الفنّية والقراءات من أعمال إيرانية مُعاصرة.

موقف
التحديثات الحية
المساهمون