"معارك تشيلي".. وثائقي يُذكّر بالانقلاب العسكري

15 سبتمبر 2023
من الوثائقي
+ الخط -

لا يزال الحادي عشر من أيلول/ سبتمبر عام 1973 يوماً مُظلماً في التاريخ التشيلي، حيث وقعت فيه أحداث الانقلاب العسكري على الرئيس المنتخَب ديمقراطياً سلفادور ألليندي (1908 - 1973)؛ والتي انتهت بموته في ظروف غامضة داخل قصر الرئاسة، بعد رفضه المغادرة، والانصياع للانقلاب العسكري الذي انتهى بوصول الدكتاتور أوغيستو بينوشيه (1915 - 2006)، المدعوم أميركياً، إلى سُدة الحكم. 

دفعت هذه الأحداث العديد من الكتّاب والروائيِّين والمخرجين السينمائيِّين لاستعادة قصة الانقلاب والأحداث التي سبقته وتلته. لكن مع ذلك ظلَّ الفيلم الوثائقي "معارك تشيلي"، الذي وقّعه المخرج السينمائي التشيلي باتريثيو غوثمان، من أشدّ الأفلام حضوراً في الذاكرة التشيلية، حتّى أنه صُنف من بين أفضل عشرة أفلام سياسية في العالم. 

بالتزامن مع الذكرى الخمسين لذلك الانقلاب العسكري، يعرض المركز الثقافي "لا مونيدا" في العاصمة التشيلية سانتياغو، الفيلم الوثائقي "معارك تشيلي"، وذلك بين الحادي والعشرين والثالث والعشرين من أيلول/ سبتمبر الجاري. 

يتألّف الشريط من ثلاثة أجزاء تروي الأحداث التي وقعت في البلاد بين 1972 وأيلول/ سبتمبر 1973. ويُعرض الجزء الأول من الوثائقي، والذي يحمل عنوان "انتفاضة البرجوازية"، يوم الخميس المُقبل، حيث يتناول آخر انتخابات ديمقراطية عُقدت في تشيلي. فعلى الرغم من أنّ العديد من التشيليّين صوّتوا ضدّ "التهديد" الشيوعي، إلّا أن حزب ألليندي حصل على 36.8 بالمئة من الأصوات. وبمجرّد حدوث ذلك، طرحت البرجوازية التشيلية والجيش استراتيجية لهزيمة "التهديد"، وقرّروا إحداث انقلاب في البلاد.

أمّا الجزء الثاني والذي يحمل عنوان "الانقلاب العسكري"، فسيعرض في اليوم التالي، حيث يرصد المُجابهات التي وقعت بين أحزاب اليسار واليمين في الشوارع، وأماكن العمل والمصانع والمحاكم وحتى في البرلمان. هنا سيُحاول سلفادور ألليندي التوصُّل إلى اتفاق مع قوى الوسط السياسي، الحزب الديمقراطي المسيحي، لكن ذلك لم يتحقّق.

أمّا الجزء الثالث والأخير من الوثائقي فسيعرض يوم السبت، الثالث والعشرين من الشهر الجاري، ويسلّط الضوء على الأشخاص الذين دعموا حكومة سلفادور ألليندي والوحدة الشعبية من خلال تخطيط وإعداد وتنفيذ برامج لإظهار "القوة الشعبية"، مثل المتاجر المجتمعية، والأطواق الصناعية واللجان الريفية وغيرها، بقصد وقف أو تحييد الأزمة الاقتصادية والفوضى التي تشهدها البلاد.

يُذكر أنّ الوثائقي نال العديد من الجوائز، وعُرض في أبرز المهرجات السينمائية العالمية. 

المساهمون