"مطرٌ وسحابُ ورد": تذكُّر أحمد ورابح عسلة

08 مارس 2023
أحمد ورابح عسلة في عمل فنّي
+ الخط -

في صباح الخامس من آذار/ مارس 1994، اغتال مسلّحون التشكيليَّ الجزائري أحمد عسلة وابنَه رابح أمام مدخل "المدرسة العليا للفنون الجميلة" في الجزائر العاصمة، في خضمّ الاغتيالات التي استهدفت كتّاباً وفنّانين وصحافيّين خلال "العشرية السوداء". كان الأبُ مديراً للمدرسة وكان ابنُه طالباً في قسم التصميم الفنّي بها؛ وهي اليوم تحمل اسمَيهما.

تحملُ اسمَي الراحلَين، أيضاً، "مؤسَّسةُ أحمد ورابح عسلة" في الجزائر العاصمة، والتي تضمُّ رواقاً ينظّم ويحتضن معارض بين الفينة والأُخرى. ويوم الأحد الماضي، أقامت المؤسَّسةُ تظاهُرةً في مبنى "مدرسة الفنون الجميلة" خصّصتها لاستعادة التشكيلي وابنه لمناسبة الذكرى التاسعة والعشرين لاغتيالهما.

وتحدّث رئيس المؤسَّسة، حسين عسلة، خلال التظاهُرة، عن جوانب من تجربة التشكيلي الراحل، داعياً إلى إنجاز جدارية ضخمة "تُخلّد ذكرى كل المثقّفين والفنّانين الجزائريّين الذين طاولتهم أيادي الإرهاب، حفاظاً على ذاكرتهم من النسيان"، بينما قال التشكيلي والأكاديمي كريم سرقوّة إنّ "الراحل، الذي ينتمي إلى عائلة نضالية عريقة، عُرف باهتمامه الكبير بالفنّانين الشباب ورعايته لهم".

وُلد أحمد عسلة في تيزي وزّو، شرقَي الجزائر العاصمة، عام 1940، والتحق بالثورة الجزائرية (1954 – 1962) بعد مشاركته في إضراب الطلبة الجزائريين عام 1956. وبعد الاستقلال، عمل في عدّة وزارات ومؤسّسات ثقافية؛ من بينها "المعهد الوطني العالي للموسيقى" و"المدرسة الوطنية العليا للفنون الحميلة".

وخلال التظاهرة، قدّم طلبةٌ في "مدرسة الفنون الجميلة" تركيباً مهدىً لروح التشكيلي وابنه بعنوان "مطر وسحاب الورد"، يتضمّن سحباً بيضاء تنزل منها شلّالات من الورود بألوان مختلفة، كما أُقيم معرضٌ فوتوغرافي تضمّن مجموعةً من الصُّوَر حول مدينة القصبة ومعالمها المعمارية التراثية من توقيع المصوّرة فاطمة الزهراء حاج أحمد.

المساهمون