"مشوار" مارون طنب.. من فلسطين إلى لبنان

10 مارس 2023
مجموعة لوحات من المعرض
+ الخط -

خمس قاعات من "دار النمر للفن والثقافة" في بيروت هي مساحة المعرض الاستعادي الذي يضمّ أعمال التشكيلي الفلسطيني مارون طنب (1911 - 1981) وابنه فؤاد، تحت عنوان: "مشوار: دروب فنان من فلسطين إلى لبنان. حوار بين جيلين: مارون وفؤاد طنب"، والذي يتواصل حتى الثالث عشر من أيار/ مايو المُقبل.

يتوزّع المعرض على أربعة أقسام، يُضيء كلّ منها مرحلة معيّنة من سيرة التشكيليَّين؛ في محاولة لقراءة مساريهما الفنيين، وعند أي النقاط يمكن أن يلتقيا، فيصبح الجيلُ الثاني امتداداً لاأول؛ أو في المقابل، قدرة جيل الابن أن يحتفظَ بما يُميّزه عن جيل الأب.

الجدير بالذكر أنّ مارون طنب هُجّر من فلسطين إثر نكبة عام 1948، وقد صادفت إقامته لآخر معرض له في حيفا، مع بدأ فصل جديد من السياسات الاستعمارية بإعلان قرار التقسيم؛ الأمر الذي دفعه للاستقرار في لبنان، الذي اتخذه مكاناً للإنتاج الفني حتى وفاته عام 1981.

يحتوي المعرض على التوقيعات الأولى التي نفّذها طنب الأب في فلسطين، هناك حيث تتلمذ على يد رسّامين أوروبيين، عندما كانت الحركة التشكيلية العربية لم تتبلور بعد. وفي هذا الجانب من اللوحات تحضر الطبيعة (الصامتة) بشكل أساسي، مستوحيةً مشاهدها من بيئة فلسطين؛ كما أنّ هذا الجزء يمتاز بمقاربة أسلوبية تجمع ما بين الانطباعية بوصفها إطاراً عامّاً، وشيء من التجريد الطيِّع والقابل للمزج بخفّة مع ذلك الإطار.

وللبورتريهات نصيبٌ أيضاً في المعرض، حيث شكّلت مساحة اشتغال أساسية في مسيرة الأب، الذي اتخذ من أبنائه موضوعاً لها؛ وجوهٌ تكشفُ دقّة لونية وإنْ أفضت إلى تدرّجات عدّة، ومن بينها بورتريه خاص لابنه فؤاد الذي تحضر أعماله هو الآخر في المعرض لتشكّل ثنائية حوارية مع والده.

الصورة
من المعرض - القسم الثقافي
من الصور والوثائق التي يتضمّنها المعرض

يُذكر أن المعرض يشهد أنشطة موازية تُقام على هامشه؛ حيث تنتظم، عند الحادية عشرة من صباح غد، جولة إرشادية لاستكشاف اللوحات ودلالاتها والتعريف بالطريقة التي جُمعت بها، وتقدّمها المغنية الأوبرالية فاديا طنب الحاج، وهي ابنة مارون.

وعند الرابعة من مساء يوم الجمعة المقبل تُعقد ندوة بعنوان "الفن في فلسطين"، يشارك فيها كلّ من ألفريد طرزي وصالح بركات؛ على أن يُعرض فيلم "يافا أم الغريب" (2019)، للمخرج الفلسطيني رائد دزدار، عند السادسة من مساء الحادي والعشرين من آذار/ مارس الجاري.

المساهمون