يجمع الفنّانُ التشكيلي الجزائري محمود طالب، في أعماله الفنّية، بين أكثر من مدرسة واتّجاه وتقنية؛ لكنَّ كلَّ ذلك يمتزجُ ضمن خطٍّ واحد يُمكن تسميته الرؤية الصوفية للعالَم؛ رؤيةٌ تستلهم، على وجه الخصوص، التراث الصوفي في الجزائر.
نقف على جانبٍ من ذلك في معرضه الجديد "بصمات جزائرية"، والذي افتُتح بداية آب/ أغسطس الجاري في "غاليري الفنّ" بـ"دار الثقافة زدّور إبراهيم بلقاسم" في مدينة وهران، غرب الجزائر، ويُنتظَر أن يستمرّ طيلةَ الشهر.
يتضمّن المعرض ثلاثة وثلاثين عملاً فنّياً تتوزّع بين المجسّمات واللوحات مختلفة الأحجام؛ وهي أعمالٌ تجمع بين المدرسة الحروفية والفنّ التجريدي، وتمزج بين النحت والخطّ العربي والرسم باستخدام الألوان الزيتية والصمغ، مع حضور بارز للون البرونزي.
لا تغيب عن الأعمال المعروضة الحروف العربية التي يُشكّل طالب من خلالها نصوصاً تتنوّع بين الحكم والأمثال العربية والأبيات الشعرية التي تتغنّى في مجملها بالوطن والسلام والمحبّة.
من بين تلك الأعمال مجسَّم من الحجم الكبير كُتب عليه بيتَين شهيرَين للمتصوّف الجزائري عبد الرحمن الثعالبي، يقول فيهما: "إنّ الجزائر في أحوالها عجب/ ولا يدوم بها للناس مكروه/ وما حلّ بها عسر أو ضاق متّسَع/ إلّا ويُسرٌ من الرحمن يتلوه".
وتحضرُ، أيضاً، جداريةٌ كبيرةٌ تتكرّر فيها "لنُلوّن الجزائر محبّةً وأمناً" بأشكال مختلفة، وقد سبق أن عُرض هذا العمل، الذي أنجزه طالب قبل أربع سنوات، في معرضٍ سابق له بالجزائر العاصمة.
يُذكَر أنّ محمود طالب، الذي يُمارس الفنّ التشكيلي منذ قرابة أربعين عاماً، سبق أن عمل أستاذاً في التربية الفنّية، وشارك في عدّة معارض محلّية ودولية، وتُعرَض أعماله في بعض الغاليريهات والمتاحف في الجزائر وخارجها؛ من بينها "متحف بغداد" في العراق و"متحف فيينا" في النمسا.