محمد علي إبراهيم.. في طبيعة الشرّ

15 يونيو 2022
(من العرض، تصوير: أحمد فرحات)
+ الخط -

في عام 2018، عُرضت مسرحية "رصَد خان" للكاتب المسرحي المصري محمد علي إبراهيم، الذي استند فيها إلى السيرة الشعبية حول شخصية تدعى ابن غانم الذي عاش خلال القرن التاسع عشر وأمضى حياته في البحث عن كنز قارون المدفون تحت قصره.

المسرحية الذي قدّمها عدد من المخرجين مثل أمير اليماني وحسين عبد الكريم، أعاد أحمد السلاموني عرضها عند الخامسة من مساء أمس الثلاثاء على خشبة مسرح نهاد صليحة في "أكاديمية الفنون" بالجيزة، ضمن فعاليات "المهرجان الختامي لنوادي الأقاليم" التي تتواصل حتى الثالث والعشرين من الشهر الجاري.

تدور أحداث في الليلة التي قرّرت فيها حفيدة ابن غانم التي تُدعى "سجايا" دعوة بقية أحفاده لتنبئهم بأمر تركة جدهم، لكن الصراع بتأزم بينهم بعد أن يكتشفوا أنهم محبوسون داخل القصر الذي أُغلق عليهم بجدارية منقوش عليها بعض الكتابات الفرعونية تشير إلى أن الكنز مدفون في الأرض الخامسة، وكلما قُتل أحدهم ارتقى الكنز درجة حتى يصل إلى الأرض الأولى، ضمن حيلة تسعى من خلالها سجايا إلى قتل الجميع أملاً في أن تفوز بالكنز.

بطلة العمل ترتكب مرة أخرى الخطيئة ذاتها التي اقترفها جدها ابن غانم حين قتَل أنفساً بريئة في سبيل العثور على هذا الكنز وفك الرصَد (الحامي له)، حتى فقَد حواسه واحدة تلو الأخرى وهو يبحث عن كنزه الموعود.

العرض من إنتاج "فرقة صلاح حامد"، وأُسند تصميم الديكور والملابس إلى محمد فتحي، والإعداد الموسيقي إلى محمود صلاح حامد، والكيروغراف إلى حسام كامل، إلى جانب مشاركة كلّ من الممثلين رانيا شعبان، وولاء شعبان، وأحمد عبد الحليم، وباسم نبيل، ومروان الياس، ومصطفى سيد، ومحمد فاروق.

وتضيء المسرحية لحظة اعتراف الإنسان بأخطائه في اللحظة ذاتها التي يندفع خلالها إنسان آخر لارتكاب الخطأ نفسه، واختباره معنى الفناء البشري وزوال اللذة في رحلة البحث عن معرفة ما إن يصل إليها المرء حتى تسيطر عليه طبيعة الشرّ وتتحكّم بأفعاله.

تجري هذه الأحداث بعد نحو ثلاثمائة عام من رحيل الجد، الذي ترك أحفاداً يتمايزون في صفاتهم وسلوكياتهم؛ فمنهم العالم والنخاس والبلطجي والمومس والمتسول والجندي، وبعد التقائهم جميعاً يبدأ الصراع بينهم لتظهر دواخل كلّ منهم، وكيفية رؤية كلّ منهم للآخر.

المساهمون