لا يزال المنجز الفكري الذي تركه المفكّر محمد أركون (1928 - 2010) يستدعي عودة الباحثين إليه، خصوصاً ضمن مشروعه الأوسع في دراسة قضايا التراث الإسلامي بأدوات العلوم الإنسانية الحديثة.
مساء اليوم، تنظّم "مؤسسة غلغامش" (مقرّها مونتريال الكندية)، محاضرة تبثّ عن بعد عبر تطبيق "زووم"، تلقيها الباحثة اللبنانية نايلة أبي صعب، وتحمل عنوان "قراءة محمد أركون لظاهرة العنف الديني".
يأتي موضوع المحاضرة ضمن انشغالات أبي صعب بالفكر العربي المعاصر، وقد سبق أن نشرت أبحاثاً حول الفكر النقدي لمحمد أركون ومحمد عابد الجابري، ومن مؤلفاتها: "التراث والمنهج" و"العولمة والنص".
يذكر تقديم المحاضرة أن نتاج أركون الفكري "لم يحظ في البلدان العربية باهتمام كاف من قبل الدارسين وذلك لعدّة أسباب. أمّا اليوم، فنجد تبدلاً ملحوظاً في دول المغرب العربي يشير إلى عناية ملفتة بما سبق أن نشره أركون وما تم نشره بعد رحيله".
ورغم ما عرفه العالم العربي من انتشار لظاهرة التشدد الديني، فإن المقاربات لم تهتم بفكر أركون إلا بشكل مناسباتي وأداتي. يشير التقديم إلى أن المفكر الجزائري "اهتم منذ أن بدأ بدراسة العقل العربي الإسلامي وما أنتجه عبر التاريخ بفهم ظاهرة العنف التي لم تتبلور فقط في المجتمعات العربية الإسلامية إنما في معظم المجتمعات البشرية".