"ما وراء الصورة": أرشيف فوتوغرافي ياباني

16 ديسمبر 2020
(من أعمال تيتسويا نودا)
+ الخط -

بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية (1939 – 1945)، سعى الفنانون اليابانيون إلى مراجعة هزيمة بلادهم على يد الولايات المتحدة عبر تقديم أعمال تركّز على مسائل مثل انتهاء الاستعمار، والعلاقة بين التراث والحداثة، والهوية الوطنية، والتقدّم الصناعي، والخصوصية الاجتماعية والثقافية لليابان.

مرحلة تاريخية يضيئها معرض "ما وراء الصورة: مطبوعات فوتوغرافية يابانية من السبعينيات" الذي يُفتتح عند العاشرة من صباح بعد غدٍ الخميس في "قاعة صلاح طاهر للفنون التشكيلية" بالقاهرة، ويتواصل حتى الرابع من ديسمبر/ كانون الثاني المقبل.

يعود المعرض، بحسب بيان المنظّمين، إلى "البينالي الدولي للمطبوعات في طوكيو" الذي أطلقته الحكومة اليابانية في العام 1957 كملمح خاص من ملامح سياستها الثقافية في فترة ما بعد الحرب، وتوّجه المشاركون في التظاهرة حينها إلى مقاربة الدور الأساسي للفن، وكيف تُحدّد معايير النجاح الفني، والتغيير المنشود وكيفية التعبير عنه.

(من المعرض)
(من المعرض)

ويقدّم المعرض الجهود التي قام بها الفنان والأكاديمي الياباني تيتسويا نودا (1940)، الحاصل على الجائزة الدولية الكبرى في الدورة السادسة للبينالي عام 1968، بتحويل اللوحات التصويرية التي تتضمّن مقاطع بصرية من سيرته وتاريخ عائلته إلى مطبوعات، و"كانت أعماله مميزة لأنها جسّدت التغييرات الكبيرة التي كانت تجري في مجال المطبوعات على الصعيد الدولي، وأكدت أن هناك أوجه تشابه بين الاتجاهات التي تتسم بها المطبوعات المعاصرة وتلك التي تسود الفن المعاصر، وطرحت أفكاراً لتطورات مستقبلية في الفن المعاصر"، وفق البيان ذاته.

يركّز المعرض على فترة السبعينيات التي شهدت زيادة كبيرة في عدد الأعمال اليابانية التي تبنت طريقة نودا في تحويل الصور إلى مطبوعات كما ظهرت أعمال أتاحت للمواد المستخدمة في الطباعة الفنية (مثل قوالب الطباعة والأوراق والأحبار وغيرها) أن تتحدث عن نفسها، حيث تمّ التعامل معها بوصفها اتجاهاً جديداً في المجال. 

استخدم نودا آلة نسخ ضوئي ثم طبَع الصور فوق المنطقة التي سبقت طباعتها بتقنيات الطباعة الخشبية التقليدية على الورق الياباني، وعلى الرغم من أن تقنية الوسائط المختلطة هذه أصبحت مكرورة ومستهلكة تماماً اليوم، إلا أن نودا كان أول فنان يستعمل هذه التقنية في أعماله.

من الاتجاهات الأخرى التي يتناولها المعرض، تلك المطبوعات التي تحولت فيها الصورة إلى مادة تركت تأثيراً قوياً، كما توضّح المطبوعات المعروضة كيف ساهمت هذه التعبيرات المستقلة عن الصور الفوتوغرافية والمادة في السبعينيات في توسيع مجال المطبوعات بدرجة غير مسبوقة، وكان لها أثرها في الاتجاهات السائدة في الفن المعاصر. 

المساهمون