"ماكو": في تذكُّر فائق حسن ووداع سالم الدباغ

17 مارس 2023
جزء من لوحة "في القرية" لفائق حسن، زيت على قماش
+ الخط -

في تمّوز/ يوليو من عام 2020، وبينما كانت المعمورة مشغولةً بجائحة كورونا المستجدّة حينها، صدر العدد الأوّل من مجلّة "ماكو" الفصلية المخصّصة للفن العراقي، والتي يشرف على تحريرها الفنان التشكيلي ضياء العزاوي.

اليوم، تعود المجلّة، التي باتت تصدر بصورة إلكترونية، بالعدد الأول من عامها الرابع، 2023، والذي يتمركز حول تجربة فنانَين عراقيَّين: فائق حسن (1914 ــ 1992)، أحد أبرز المؤسّسين في التشكيل العراقي، وسالم الدباغ، الذي غادر عالمنا في كانون الأول/ ديسمبر الماضي (1941 ــ 2022).

يتكوّن الملف حول فائق حسن مجموعة مقالات وضعها فنانون وكتّاب يعرفون تجربته عن قرب، مثل الناقدة مي مظفّر التي تكتب عن شغف حسن بالطبيعة، متتبّعةً هذا الشغف منذ تعلّم الفنان، شابّاً، على يدي عبد القادر الرسّام، "أول فنان عراقي صوّر المشاهد الطبيعية في ضواحي بغداد تصويراً حيّاً"، مروراً بدراسته في باريس وتأثّره بالكلاسيكيين (رامبرانت ودولاكروا وغيرهما)، ووصولاً إلى مرحلةٍ استطاع فيها الوصول إلى هوية خاصّة أكثر اقتراباً من ثقافته، حيث دخلت عناصر مثل النخيل والخيل وغيرها ضمن إطار لوحاته.

الصورة
ماكو

ومن المقالات التي يضمّها الملفّ أيضاً "فائق حسن: واقعي، تعبيري وتجريدي إذا شاء!" لسهيل سامي نادر، و"جلال الفنان فائق حسن" لفيصل لعيبي، و"المعلّم الأوّل للفن الواقعي العراقي" لهاشم تايه، و"استعادة الفنان فائق حسن، المعلّم والرائي" لسعد القصاب، و"رحلتي إلى منزل فائق حسن" لإحسان فتحي.

وتجمع هذه المقالات بين الشهادات ــ حول فائق حسن أو حول تأثّر أصحاب المقالات به ــ وبين التوقّف عند سيرته، وعند مساره الفنّي وطبيعة اشتغاله، والتحوّلات التي شهدها، إلى جانب دوره في سيرورة الفن العراقي المعاصر. 

أمّا الملفّ المخصّص للفنان سالم الدباغ، فيشمل أربع مقالات تبحث في طبيعة فنّه، وهو الذي عُرف بلوحاته التجريدية، حيث يحاول سهيل سامي نادر اقتراح تفسير جديد لـ"فقر الباليت اللوني" لدى الفنان، في حين يكتب صلاح عباس تحت عنوان "الأسود لي والبياض للآخرين". ويتحدّث كريم سعدون في مقالته عن تقشّف الدباغ، وغير بعيدٍ عنه تتناول مي مظفر "بلاغة الصمت" لدى التشكيلي العراقي. 

ويصاحب الملف حوارٌ كان سعد هادي قد أجراه مع الدباغ، وفيه يعود الراحل إلى التحوّلات التي طرأت على فنه منذ الستينيات، وآرائه في العودة إلى الموروث، وفي عدد من أجيال التشكيل العراقي، ودور الحرية في الفن، وموقفه من المؤسسات الفنية وغيرها من المواضيع.

المساهمون