مارك فان دي ميروب.. مصر وتاريخ العالم القديم

02 أكتوبر 2022
(نقش أبو الهول وإله الشمس أتون، Getty)
+ الخط -

يتخصص المؤرخ البلجيكي مارك فان دي ميرب في تاريخ الشرق الأدنى القديم من بداية الكتابة وحتى عصر الإسكندر الأكبر الذي أسّس إمبراطورية استوعبت ثقافات الحضارات التي سبقتها، وهو ما يظهره التاريخ الاجتماعي والاقتصادي وطبيعة التطور في الثقافة والعمارة والفنون. 

في كتابه "حضارة مصر القديمة" الذي نُشرت طبعته الأولى عام 2011، يشير إلى أن مصر وبلاد الرافدين تعدّان مركزين في العديد من التواريخ والأحداث المهمة بالنسبة إلى العالم كله خلال الثلاثة آلاف سنة قبل الميلاد، كذلك فإنهما تشكّلان أقدم الثقافات التي وُثِّقَت بالأدلة النصية والمادية.

عن "المركز القومي للترجمة" في القاهرة، صدرت حديثاً النسخة العربية من كتاب ميروب الذي صدرت منه طبعة ثانية منقّحة ومزيدة العام الماضي، بترجمة علاء الدين عبد المحسن شاهين ومراجعة محمد إبراهيم بكر.

غلاف الكتاب

يعتمد الكتاب السرد الزمني للأنشطة البشرية من عصور ما قبل التاريخ حتى اليوم، بالرجوع إلى أحدث الاكتشاافات الأثرية والمراجعات التاريخية، والدراسات المقارنة التي تسعى لشرح كيفية ظهور سمات معينة للمجتمع البشري والثقافة.

ويطرح ميروب في كتابه سؤالاً أساسياً عمّا إذا كانت شعوب مصر القديمة والشرق الأدنى عموماً تنظر إلى نفسها كما يجري التعامل معها إلى اليوم، باعتبارها مركزاً لتاريخ العالم، مضيئاً التاريخ الكامل للدولة المصرية القديمة منذ 3000 قبل الميلاد، وصولاً إلى 400 م، أي تاريخ حظر الإمبراطورية الرومانية اللغة الهيروغلوفية واعتماد اللغة اليونانية لغة رسمية للبلاد.

يعود الفصل الأول إلى تعريف مصر القديمة جغرافياً وزمنياً، موضحاً العلاقة بين نهر النيل والصحراء وانعكاسها في تشكّل الحدود والروابط ومفهوم المَلكية في مصر، وكيفية تشكيل المصادر التاريخية المصرية حول تلك الحقبة. وفي الفصلين الثاني والثالث يناقش تكوين الدولة المصرية منذ منتصف الألف الرابع قبل الميلاد وظهور المقابر والمدن الملكية وبناء الأهرامات والمعابد وتوحيد مصر وعلاقاتها بجيرانها.

في الفصلين الرابع والخامس اللذين يتوقفان عند عام 1650 قبل الميلاد، يستعرض ميروب المنافسة بين المدن المصرية وتطوّر الأدب والكتابة لدى الفراعنة وارتباط الأحداث السياسية والعسكرية بالمتغيرات الدينية حيث كان الحكّام المصريون يستبدلون الآلهة ويغيرونها مع تعرّضهم لكثير من الأزمات والتحديات.

يتناول الفصلان السادس والسابع التطورات حتى وصول الأسرة الثامنة العاشرة إلى الحكم، وحضور مصر في النظام العالمي آنذاك، وينتقل في الفصلين الثامن والتاسع إلى تأثير أخناتون في السياسة المصرية ومحاولات الإصلاح وتجديد الدولة قبله وبعده، وصولاً إلى عام 1213 قبل الميلاد.

أما الفصلان العاشر والحادي عشر، فيوضحان أسباب سقوط الإمبراطورية المصرية وتأسيس الدولة الحديثة وغزوها من جيرانها. ويضيء الفصلان الثاني عشر والثالث عشر واقع البلاد في عصر الإمبراطوريات الجديدة في فارس وآشور وأثينا، وصولاً إلى الاحتلال اليوناني والروماني لها.
 

المساهمون