ماجد شُبّر.. العراق في حكاياته الشعبية

02 اغسطس 2022
مشهد لمدينة بغداد يعود لأواسط القرن التاسع عشر (Getty)
+ الخط -

شغلت القصص والحكايات الشعبية المستشرقين طويلاً، وخلال القرنين التاسع عشر والعشرين يمكن الحديث بوضوح عن العلاقة القويّة التي انعقدت بين أولئك الرحّالة والأدباء لا مع متون التراث العربي والإسلامي المكتوبة، بل مع الرواية الشفوية أيضاً،  وهذا ما يشتغل على جمعه الكاتب العراقي ماجد شُبّر في كتابه "حكايات وقصص شعبية عراقية" الصادر حديثاً عن "دار الورّاق للنشر".

ينطلق الكاتب في عمله ممّا تفطّن إليه المستشرقون، إذ أَولَوا الرواية الشفوية كبير اعتناء، ونشروها في دوريات ومجلات مختلفة، وهذا ما وفّر مصادر متنوّعة ضمن حقول الآداب العربية أثرَت ما فيها، بل وبسّطتها أحياناً من خلال توجّهها إلى جمهور عريض والاستناد إلى مخيّلته وما عنده من مرويّات.

يتألّف الكتاب بشكلٍ رئيسيّ من الحكايات التي جمعها المستشرق السويسري ألبرت سكون، وقد عثر عليها الكاتب في مكتبة "جامعة لندن" قبل خمسٍ وثلاثين عاماً، كما ضمّ إلى جانب ذلك ما سبق ونشره الباحث داوود سلوم.

حكايات وقصص - القسم الثقافي

وإذا كانت اللغة هي أكثر ما يلفت الانتباه في ترصُّد هكذا عمل، من حيث ثنائية الفصيح والعامي، فإنّ الكاتب ينبّه أنّ تدخّلاً منه في تعويم الفصيح أو تفصيح العامي لم يحدث، بل جعل لكلّ لهجة سياقها المتجانس مع مضمون الحكاية: "وقد حافظت على أسلوب السرد دون أن أُفْصِح الكلام واجعله باللغة الفصحى، أن عملا كهذا لو تم، سيكون قاتلا لقيمة الحكايات والقصص ويقضي على جزء من المورث في نصوص الحكايات".

من جهة ثانية فقد حرص أيضاً على إظهار التنوع المناطقي، وكذلك التوزّعات الحضرية والقروية والبدوية التي تؤثّر في تغيُّر ظاهر الحكاية أحياناً أو بعض مفرداتها، مع الحِفاظ على المضمون، وهذا إن دلّ على شيء فهو يُحيل إلى الهوية والذاكرة الواحدة التي تجمع نواحيَ جغرافية مختلفة ضمن العراق.

يُشار إلى أن الكتاب يقع في 368 صفحة من القطع الكبير، وهو جزء من مؤلّفات الكاتب السابقة التي تهتمّ في المباحث التراثية والتي أصدرها سابقة ومنها "الأدب الشعبي العراقي" و"مدخل إلى المقام العراقي".

المساهمون