ليس من الحبّ

09 فبراير 2023
نبيل عناني/ فلسطين
+ الخط -

المسيني حواء 

لمّا نزل آدم من السماء
هَلِع 
صار يبحثُ عن حوّاء 
ليس من الحبّ 
بل من الوجود 
قال لها 
المسيني حوّاء،
المسني
كان يريد أن يُدركَ
أنّه حقيقي في هذا العالم.


■■■


في كلّ مرّة

في النعسةِ الخفيفةِ وأثناءَ النومْ
أنظرُ أمامي
أُغنّي 
مُمسكةً مقودَ السفينة.
أتصنّع أنّني لا أسمع  
طواف أصابع قدمك على صدري.
تتقدّم فوق هيكل سفينةٍ
غارقة 
أحرَقها رحمي من المرةِ الأولى 
مُخرّقة.

في كلّ مرّة  
وإلى أن أشعر بثقل كِلَي قدميك
أخرج لأرى الصوت القادم.
أستيقظ لأكتشف 
اقتحامي المكان.


■■■

 
فقدتُ صديقة

لمْ ينبت اسمكِ على شفتي طيلة اليوم
ثم تأتين؟ 
محمّلة بعتمةِ ستائر الليل مذيّلة بأضواء النهار 
والنجوم المُبعثرة 
تأتين
من بين كلّ أحلامي ضراوةً 
تكسرين غصون الحُلم
لتعانقيني 
ولا تتركين لي فُسحة كي أدير وجهي نحوكِ
تأتين 
تغادرين.


■■■


نبحث عن صوت ناي 

يفيق المكان مثلي 
مِن بلَلِه.
تتغرغر العصافير بماء المطر 
فلا نحكي شيئاً.
نصنع بصمت متّفق عليه من حلقي قارباً
نسافر إلى كلماتٍ لمْ تعُد موجودة
نبحث عن صوت الناي.


■■■


سماء

كطفل يرضع الحليب من صدر أمّه 
لا يشعر بشيء 
سوى بقطراتِ الحليب مُغمضاً عينيه.
أنظر إلى السماء 
وأحملُ طفلها الذي ما زال يرضع 
نسمات الهواء من رحمها. 


■■■


إلى ع. ش
 
عيناكِ
داخلهما مِشعلا نور 
أضاءت خلجات صدري 
وثنايا الطرقات الصعبة.
يدك إذ هبطت على كتفي 
هزّت أغصاني
لأطير.
بعينيك 
تُنيرين طريق وريدي.


■■■


جسد صلب وحيّ

بوصلة ظلّي فيها عُطب
أركض فيدور حولي 
كنتُ في بحث مُضنٍ عن جسد صلبٍ وحيّ 
يرشح حبّاً وألماً
في الوقت المعيّن 
زَحَرَ ظلّي
فميّزتُ فيه خدوشاً،
خيطٌ من ضوء الشمس دخل غُرَفَ جسدي 
سمعت اصطكاك صخور انزاحت فأُطبقت كمصراع كاميرا 
انتقلت صورتُه إليّ
ظلٌّ تنبجس منه نقاط دم 
كأرض تعلن أنّها ستصير ينبوعاً
يدير رأسه فينظر إليّ 
ركضنا متجاهلين الأمر كلّه.
أستمرُّ في البحث عن جسدٍ صلبٍ وحيّ. 


■■■


تذوب السماء

تذوب السماء في بركة الماء 
رمادية
على سطحها ورقة شجر 
بينهما تبحر.
يذوب المساء في جبيني 
عالم آخر رمادي  
سيختفي
أحنّ إليه، وأقف - أمام البركة - 
كمن يصلي على قبر.
فلماذا أنتظر الغد مجدّداً؟
أبحر كورقة شجر بينهما.


■■■


عندما 

عندما تضع قدماً على قدم 
تقلب عروش 
سلالات الملوك
تشقّ قلوبَ 
مُعتَقات التاريخ 
وتُحرّرُ
حسناواتِ الزمان. 


■■■


في حضرة الحاضر

لو ظلَلتُ عشرَ سنواتٍ وثلاث أنظُر إلى نفس الاتّجاه
لن يتغيّر شيء 
لأنني في حضرة الحاضر
كما فطَر فؤادي 
كالورد غير مفهوم
أقدّمُها إلى أُحجيتك 
أمام نافورة الدموع
أتركُ الوردَ 
ينساب 
إلى أحشاء حقيقتك 
لكي تعلم، وتفهم سؤالي
ماذا لو ظللتُ أنظر إلى نفس الاتجاه عشر سنواتٍ وثلاث؟
لن يتغيّر شيء
لأنّني في حضرة الحاضر.


■ ■ ■


زخرفة 

أفكّر أن أبدأ من سُرَّتكَ 
أن أُمسك قلماً وأزخرفك
وعندما أنكز جسدك 
سأتذكر أنّك أخيراً لست لوحة 
وأعتلي قِمَّتك.


* شاعرة من فلسطين

نصوص
التحديثات الحية
المساهمون