ربّما طغَت على الحياة طفرة الألم. ربّما هي رواية أخلاقية، تقارن النموذج المتضخّم للمفكّر الحداثي مع المجتمع الذي لا يسمح لنفسه بأن يستيقظ.
ربما هي مساحة جانبية، غير مدمجة في النسيج المدني والاجتماعي. قطعة مهجورة من الجبل، مليئة بالطين والقمامة. أو أنّها لا شيء، عندما يتعلّق الأمر بالحفاظ على روح المكان، والجهد المبذول لعدم الوقوع في فخّ الألعاب ورواية القصص.
مساحة خضراء، علمانية وبدون أعلام. ربّما يبدو الموقع ذاك منها، طازجاً ومليئاً بالأشجار والمياه. ربّما التأثير قاتم، لأنّه مكانٌ جميل جدّاً كلّ هذا، وفي الوقت نفسه، يراكم البلاء في جميع الأركان.
ربّما هي النصب التذكارية للقتلى، وقد لاحوا بدون مرثاة.
ربّما اللغة والسرد فيها متطرّفان: ربّما هامشها ذو قيمة تعبيرية عالية، ليلها ونهارها يعملان في خدمة هذه العوالم المفتوقة من التصادم.
ومع ذلك، ربّما هي لم تكن دائماً على هذا النحو. وعليه، ربّما إذا كان لجميع البشر نفس الحقوق، ولجميع الشعوب نفس الحقوق، فلا يمكننا الحفاظ على هذا النوع من النظام غير المتكافئ، الذي كان دائماً وسيظلّ: الاقتصاد العالمي الرأسمالي.
ولكن إذا جرى الاعتراف بذلك علانية، فلن يكون لذلك الاقتصاد أيّ شرعية في أعين الطبقات الخطرة (أي الطبقات المحرومة).
والنظام الذي لا شرعية له، مصيرُه ـ لا بدّ ـ ألّا ينجو.
* شاعر فلسطيني مقيم في بلجيكا