لميا جريج وبلين تان.. بحثٌ أرشيفي في "أزمنة مُلتبسة"

04 فبراير 2023
"يوميات جندي عثماني شاب"، وسائط مختلطة على ورق، من مجموعة "أزمنة ملتبسة" (2022)
+ الخط -

في تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي، استضاف "غاليري مرفأ" في بيروت معرضاً بعنوان "أزمنة ملتبسة"، للفنانة اللبنانية لميا جريج (1972). وكانت فكرته تقوم على موضوعة أساسية، تتمثّل في العودة إلى رصد الواقع الاجتماعي والسياسي في لبنان خلال الفترة ما بين 1913 و1920.

تكشف تلك المرحلة عن وقائع تاريخية مختلفة، كان أبرزها انهيار الحُكم العثماني في المنطقة العربية، واشتعال الحرب العالمية الأولى التي ما كادت تنتهي حتى وضعت القوى الاستعمارية يدها على مقدّرات البلاد.

في المعرض عادت جريج إلى الأرشيف وتعاملت معه بوصفه علامة فنية، رسائل ومخطوطات وخرائط تشكّلت في كولاجات وتصاوير، فاستحال عملُها ضرباً من ضروب القراءة التاريخية.

عند السادسة من مساء الثلاثاء المُقبل، تعود جريج لتلتقي بالباحثة التركية بلين تان، ضمن حوارية تجمعُ بينهما، في "متحف سرسق" ببيروت، للنقاش حول الأشكال الفنية المعاصرة وأنماط المشاركة في الأبحاث التاريخية.

تسبق الحوارية مداخلةٌ قصيرة عبر "زووم" يُلقيها الباحث الفلسطيني سليم تماري، الذي سيروي حكاية جنديٍّ فلسطيني في الجيش العثماني يُدعى إحسان ترجمان، وهو شخصية محورية في مجموعة "أزمنة ملتبسة"، وقد أُعيد اكتشاف يومياته التي كُتِبت خلال الحرب الكبرى، وتُرجِمت ونُشِرت عام 2010.

ويتّخذ اللقاء من المعرض منطلقاً له، حيث يُضيء على الأرشيف العثماني، في محاولة لإعادة موضعَته سيميولوجياً ضمن الحقل الفني، وهنا يمكن الحديث عن تيار واسع بدأ يشهد انتعاشاً، ويعتبر الأراشيف مناجمَ للاشتغال الفني، وليست فقط مستودعات لحفظ الوثائق.

يُشار إلى أن "أزمنة ملتبسة" هو جزء من مشروع لميا جريج التأريخي، إذ سبق لها أن تناولت في أعمالها حقباً أُخرى من التاريخ اللبناني، وخاصة فترة الحرب الأهلية (1975 - 1990).

المساهمون