لا يحتاجون صلواتك يا بايدن

النكبة

هناك مفتاح
ولكن لا باب
من سمع بشيء كهذا؟
أهو لغزٌ ما؟
هناك مفتاحٌ
ولكن لا باب
إنّه مصنوع من الحديد
ولكنّه لا يفتح شيئاً
لا شيء.
ما هو؟
هناكَ مفتاحٌ
ولكن لا باب
يدير الناس المفتاح بهذه الجهة
وتلك الجهة
لكن ما الفرق؟
هناك مفتاح
ولكن لا باب
مفتاحٌ يدور إلى الأبد في العدم.
ما هو؟
لا يفتح شيئاً.
لا يغلق شيئاً.

■ ■ ■

قصيدة صلاة من أجل فلسطين

ليكن القمحُ وفيراً
والماء
يا ربّ اسمعنا
يا ربّ، اسمعنا والطُف بنا
ليكن الشعير وفيراً
والماء
يا ربّ اسمعنا
يا ربّ، اسمعنا والطُف بنا
لتكن هناك جميع أنواع الفواكه والخضروات
والماء
يا ربّ اسمعنا
يا ربّ، اسمعنا والطُف بنا
لتكن التمور والزيتون
والماء
يا ربّ اسمعنا
يا ربّ، اسمعنا والطُف بنا
ليكن هناك سلامٌ بيننا
يا ربّ اسمعنا
يا ربّ، اسمعنا والطُف بنا
والماء والموسيقى والشعر
لتغسل الدم
دم اليهودي ودم العربي
دم المؤمن ودم الكافر على حدّ سواء
يا ربّ اسمعنا
يا ربّ، اسمعنا والطُف بنا!

■ ■ ■

صلوات رئيس

يتلو بايدن صلاةً
لسكّان غزّة،
للأطفال الجائعين،
للفلسطينيّين القتلى
الذين تغطّيهم بسرعة
جرّافة تُخفي مصرعهم المفاجئ.
لا يحتاجون صلواتك، بايدن
أنت تعرف جيّداً ما يحتاجونه!
أمّا بالنسبة إلى صلواتك المستعجلة
فهل تحسب أنّ الله يستمع
إلى هذرك الكاذب؟

■ ■ ■

أرنب مسلوخ

إنّنا نتأثَّر بطريقة ما
باللوحات الواقعية
مثل "أرنب مسلوخ" (1972)
لأنطونيو لوبيز غارسيا
مع ذلك، تستحيل حصيلة القتلى في غزّة
محض إحصائية مجرّدة.
هل نحتاج إلى رؤية جثث أفراد موتى
مصفوفة أمامنا، تنزف مثل أرانب مسلوخة،
قبل أن نُقرّ بالمجزرة
في صرخة بشرية جماعية؟

■ ■ ■

الشعر

("ربما الحاخام نحمان يمكنه أن ينصحني لكنْ كيف أعثر عليه
بين كل ذلك الرماد"- زبغنييف هربرت)

لقد أجهدتُ عيني
وأنا أنظر إلى العناوين
وأقرأ التحليلات المعمّقة:
مَن قصف المستشفى؟
لا ينبغي أن يكون الشعر هكذا
أن يغوص في أعماق الدعاية
وينخل الأدلة.
ينبغي للشعر أن يدخل قلب القنبلة
ويفككها قبل أن تمزِّق قلب الأم
قلب الأب
قبل أن تخنق صرخة الأيتام
قبل...
الحاخام نحمان، هل لديك أي نصيحة؟

■ ■ ■

غزّة

أمامي مباشرة
على النافذة
ذبابة عالقة في شبكة عنكبوت
واضحة كشمس الظهيرة
الشبكة غير مرئية تقريباً
أين تبدأ
أين تنتهي
كلّ ما أراه هو كفاح الذبابة
الأرجل الصغيرة الغاضبة
الأجنحة المرفرفة بضعف
إلى متى سيستمر هذا؟
إلى الأبد؟

■ ■ ■

مزوزاه*

هناك عائلات في الضفّة الغربية،
في غزّة، سورية، لبنان، الأردن
في نيويورك، ربّما هنا في أيرلندا أيضاً
عائلات فلسطينية
وذرّيتهم
احتفظوا بمفتاح البيت
الذي نُفوا منه في 1948
وأملوا بالعودة إليه
يوماً ما
ربّما يكون المفتاح قد صدئ الآن
ربّما لم يتبقّ شيء
ولا حتى ثقب المفتاح
أو ربّما لا يزال البيت قائماً لكنّ تمييزه أصبح محالاً؟
مزوزاه -
آياتٌ مكتوبة بحبر أسود لا يمحى.

* تميمة أو رقية تثبّت على أبواب الأُسَر اليهودية

■ ■ ■

القيامة

هل سيقومون من الموت
ضحايا جميع الحروب؛
هل ستُطهَّر الجيوش، بأعجوبة،
من كراهيتها، وتحيُّزاتها؟
هل سيُعترف بالدعاية الحربية كما هي حقاً -
كذبة تلو الأُخرى.
إذا لا، وإذا اندفعنا إلى الحرب العالمية الثالثة
هل ستطبع الصحف عنواناً أخيراً:
"أوبْس".. كان يجب ألّا نشجعهم!
فات الأوان الآن.

* ترجمة: أنس طريف

** Gabriel Rosenstock شاعر وكاتب ومترجم أيرلندي من مواليد كيلفينان عام 1949. يقيم حالياً في دبلن، وهو عضو في "الأكاديمية الأيرلندية للفنّ والآداب"، ويُعتبر من أبرز الأسماء في المشهد الأدبي الأيرلندي المعاصر. له أكثر من 180 كتاباً بين تأليف وترجمة، معظمها باللغة الأيرلندية. من أعماله الشعرية: "همسات منسية" (2003)، و"في كلّ ليلةٍ أرسل لك وروداً" (2020)، و"قطرات الماء" (2023).
 

نصوص

التحديثات الحية

مقاوَمة