يا فانوس الكون
يا شجرة تَتَدلى منها أعراش الحب
يا نوارس البحر
خذيني إلى فرحي الأول كازابلانكا
أبعديني عن مطر يَنزِف كَجُرحٍ في هذه المدينة
خذيني
إلى شمس صيف دافئ
■
كازابلانكا
البعيدة القريبة،
يفصلني عنك البحر
وتُقربني منك الذكريات
كازابلانكا
هل أبدأ رسالتي
بما تبدأ به رسائل الحب؟
فأقول اشتقت إليك
هل أعتذر لك عن طول غياب؟
أم أَصبِر حتى نلتقي ونتعانق؟
حَدّثيني عنكِ حتى أشبع مِنكِ كازابلانكا
هل أكتب لك رسائل حب وَفَقدٍ
وأخبرك بما جرى؟
كم رسالة تحتاجين فأكتب لَكِ
ألفاً واثنين
أبعثها لك مع سرب حمام
■
كازابلانكا
أكتب لَكِ من بعيد
أَقصد من بعيد
من وراء تلك الغيوم الرمادية
على ساحل خليج المكسيك
على ضفاف نهر المسيسيبي
خلف الأفق البحري
أكتب لك من
خلف فرقعات البروق وهبوب العواصف
هناك وراء العتمة
وراء تلك المياه الضحلة
■
عندما نلتقي، هل آخذُكِ إلى البحر
فنجري كالأطفال، بحثا عن صَدَفِ البحر
ومحاره؟
كازابلانكا سيّدة المدن
كم إسورة، كم قلادة كم خاتماً
أرصّعه لك باللازورد؟
كازابلانكا
سأصلك غريباً
فكوني أنت دَليلي إلى بيوت أصدقائي
الذين قَتَلهم الحلم،
الليل والبحر
الذين ساروا سَيرَ الأنبياء على الماء
ولَم يعودوا
كازابلانكا
هل مازلت بأقواسك وأسوارك
مدينة قديمة
أم وَصَلتك نفايات الغَربِ
فأصبحت شوارعك ملأى بالماكدولاندز
والمولات
كازابلانكا، عندما أُفَكِّرُ فيك أَشعر بالخوف
هل ستتعرّفين عليّ حين أعود إليك
وهل سأتعرّف عليك؟
* شاعر وأكاديمي مغربي مقيم في مدينة نيو أورلينز الأميركية