كاترين باخوم.. هدوءٌ يلفّ هذا "الشرق"

28 ديسمبر 2022
(جانب من المعرض)
+ الخط -

"الشرق" معرضُ الفنانة الفرنسية، من أصل مصري، كاترين باخوم (1949)، المُستمرّ حتى الرابع من كانون الثاني/ يناير المُقبل، في "غاليري سفر خان" بالقاهرة، وهو يضع المتلقّي في الجو والموضوع مباشرةً، لا مقدّمات أو تأويلات، إذ ليس هناك الكثير لشرحه، طالما أنّ الوجهة معروفة.

بالمقابل، هناك أسئلة مشروعة ومباشرة أيضاً، هل الأعمال تستند إلى رؤيا استشراقية؟ هذا سؤال مبدئي يُطالعنا عند أوّل قراءة للعنوان أو نظرة إلى الأعمال.

وبالفعل لا تبتعد لوحة باخوم عن هذه الرؤيا، خيوط الظلّ والنور التي تُعطي شيئاً من الضبابية، وهذه صفة لازَمَتِ الشرق، والنظر إليه من خلال عيون الآخَرِين الغربيّين.

الصورة
من معرض الشرق - القسم الثقافي

لكن أليست هذه مغامرة حقّاً؟ وقد تكون غير محمودة العواقب؛ خاصة بعد أن أُشبعَ هذا المُصطلح (الاستشراق)، بحثاً ونقداً، لا بل قد يطال المعرض شيءٌ من النقد انطلاقاً من هذا التموضع. علاوة على ذلك، فهو مُقام في القاهرة؛ المكان الذي اعتُبر صلة وصلٍ بين عالمَين، وجسر عبور للرحلة بينهما.

رغم ما سبق، لا تُفصحُ الأعمال عن تعقيداتٍ تُحيل إلى جغرافيا متعدّدة، أو أصول ثقافية فيها الكثير من الاشتباك. على العكس تماماً، إذ تتراكب الشخصيات (وأغلبُ الأعمال هي التقاط لشخصيات عادية، وحالات اجتماعية يومية)، في حالة من الصمت والأُلفة الانطباعية، هدوءٌ ما يلفُّ هذا "الشرق"، بالضدّ من كلّ الصخب المُتخيَّل، وكذلك المُفتعَل، الذي أخذ بُعداً تاريخياً مع تداخله بإنتاج المعرفة، وقبل ذلك بالسياسة.

الصورة
من معرض الشرق 2 - القسم الثقافي

يُشار إلى أنّ باخوم أقامت العديد من المعارض الفردية، بدأتها عام 1986 في فرنسا، إلا أنّه ظلّ للقاهرة النصيب الأوفر منها، كما أنّها اشتركت بعدد من المعارض الجماعية بين 1984 و1995.

المساهمون