أتدلّى من حلم
أفكّر في الفراشة التي مرّت
وأزهرت بعدها شجرة الليمون
هل للمرور وقعٌ في قلب الشجرة،
هل الأجنحة تضرب بعيداً في عمقها،
أيمكن لجميلة أن تجعل أرواحنا أكثر جاذبية؟
...
الأيادي التي تخرج من الظلام وتعود
هي التي نسمّيها أمّاً وأباً وإخوة.
...
أفكّر أيضاً في هذا الزنجي الصغير،
الذي يبكي بلا سبب،
ربما بأسباب كثيرة كأجنحة تختفي في العتمة.
...
أتأمّل الأيادي التي تعانق،
والتي تمسح السماء بمنشفة كل يوم.
...
يُدهشني انحناء ظهر عجوز،
تحمل الشمس كل يوم في الأسواق.
...
قدماي تتدلّيان من الحلم
يدٌ تمسك، وأخرى تدفع.
■ ■ ■
موسيقى تسقط
هذا المساء أتذكّر
أني سقطت من الشرفة،
أتذكّر الرائحة الأخيرة لزهرة الخشخاش،
أتذكّر يد الموسيقى التي دفعتني،
موسيقى على شكل امرأة.
لكن كيف مشيت الآن في الغرفة،
وكيف رأيت كل هذا،
كيف رأيت موتي الصغير وهو يزهر؟
...
عمّالٌ يحفرون في حديقة البيت،
أخبرهم الجار أن جسماً هائلاً هناك.
...
هل تُحدث الوحدة صخباً وهي تسقط،
هل حينما يسقط رجلٌ وحيد تسقط الشمس؟
...
أتذكّر حينما لمست جسد الموسيقى.
أتذكّر موسيقى تسقط من الشرفة.
■ ■ ■
غفوة
غفوتُ كما تغفو السماء على السقيفة
كما يغفو المطر في البرك الصغيرة
كما تغفو النجوم بعيداً في الثلج
ورأيت في الحلم
قطيعاً من السموات
والموتُ راعٍ لا ينام
رأيت كلاماً كثيراً ملقى في الشارع
وأصدقاء قدامى يخرجون من مناجم لا مرئية؛
بقلوب من زجاج.
رأيت الحبّ شفّافاً كأكذوبة
وفتاة بضفيرتين
تنظر إلى الدقائق التي تمرّ.
وكنتُ وحيداً كالنبع.
* شاعر ومترجم مغربي