"قيامة" لمصطفى الرزّاز.. ترجمة بصرية للإيقاع

15 نوفمبر 2022
(من المعرض)
+ الخط -

بعد سلسلة من المعارض الاستعادية، كان آخرها "عبر الرحلة"، يعود التشكيلي المصري مصطفى الرزّاز (1942) ليوقّع مجموعة من اشتغالاته في معرضٍ يحمل عنوان "قيامة"؛ الذي افتُتح الثلاثاء الماضي، وتستمرّ فعالياتُه حتى الثامن والعشرين من الشهر الجاري، في "غاليري بيكاسو" بالقاهرة.

تعمل لوحة الرزاز على استكمال الخط المفاهيمي الذي استقرّ عليه بعد رحلة طويلة بين التعبيرية والتجريدية. وعلى عكس معارضه السابقة التي كانت تعتمد مُخرجاتٍ متعدّدة مثل الغرافيك والنحت، فإنّ الرزاز في "قيامة" منشغل باللوحة التشكيلية وحسب، وإنّ ظلّت موضوعاتها تستلفُ رمزها من الحضارة المصرية ببُعدها التاريخي المؤثّر، وكذلك لمساتها الريفية حيثُ يُعيد اللون سيرة اليوم البطيء.

تخضعُ عناصر اللوحة من نباتات وحيوانات وكذلك البشر إلى حالة من التوليف العام، وهذا ما يمكنُ التماسُه بالتدقيق في وجوه الأشخاص إذ يتعدّى الوفاق الحالة الثنائية التي تجمع شخصين في لوحة واحدة - خاصة تلك التي يجتمع فيها رجلٌ وامرأة - ليعمّ كلّ شيء حتّى إن كان الحضور مقتصراً على الطيور والخيول. ربما في هذا ترجمة بصرية للإيقاع.

الصورة
من معرض مصطفى الرزاز - القسم الثقافي
(من المعرض)

تتّسع لوحة الرزاز في حجمها، ولا تُحيل في قيامتها إلى شيء، كما التقنية اللونية ذاتها، التي تتردّد فيها أيضاً سيرة الألفة مثل عناصر وأشخاص اللوحات تماماً. بهذا المعنى يمكن تفسير عنوان المعرض: معنىً بعيد في دلالاته عن الجانب الإشكالي والصخب البصري (أو الميثولوجي)، ويقترب من التأويلات الهادئة للحياة والطبيعة.

في ذات السياق، يلاحَظ حضور اللون البُنّي ممتدّاً من الخلفية حيث الأرض والأُفق، إلى أن يتصدّر واجهة الأعمال وأبطالها، تاركاً لبقية العناصر فسحة لونية نافرة كالأزرق بتدرُّجاته الذي يستحوذ على الطيور، والذهبي الذي خصّ به بعض الأشجار، في حين ظلّل الرمادي المُبْيَضُّ جسد الخيول وأعرافها.

المساهمون