"قضايا راهنة"1.. التمويه الإنساني كممارسة احتلالية

14 ديسمبر 2024
تشكّل الإبادة الجماعية جزءاً لا يتجزّأ من الديناميات التاريخية للاستعمار الاستيطاني
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- يناقش الكتاب استغلال إسرائيل للقانون الإنساني الدولي لتبرير أفعالها في غزة، والتي تُعتبر إبادة جماعية، حيث تُحرم الفلسطينيين من حقوقهم وتحوّل غزة إلى ساحة للعنف والفصل العنصري.
- يوضح المؤلفون كيف تُستخدم تكتيكات مثل الطرد الجماعي وتدمير البنية التحتية، مع استخدام خطاب قانوني مشوّه لتبرير هذه الأفعال كأنها متوافقة مع القانون الدولي.
- تُبرز الورقة أن الإبادة الجماعية جزء من ديناميكيات الاستعمار الاستيطاني، مشيرة إلى تجارب تاريخية مشابهة، وتُقدّم للقارئ العربي لفهم التحولات السياسية الراهنة.

تحت عنوان "التمويه الإنساني: إسرائيل تعيد صياغة قوانين الحرب لإضفاء الشرعية على الإبادة الجماعية في غزة"، صدرت عن "مؤسسة الدراسات الفلسطينية" في بيروت الطبعة العربية من الجزء الأحدث من سلسلة "قضايا راهنة"، والذي اشترك في تأليفه الباحثون: لويجي دانييليه ونيقولا بروجيني وفرانتشيسكا ألبانيز. 

يتناول المؤلّفون، في ورقتهم المكوّنة من 46 صفحة، استغلال الاحتلال الإسرائيلي للقانون الإنساني الدولي لتبرير أفعاله التي تعدّ بمثابة إبادة جماعية في غزّة. ويؤكّدون أن أجندة الاحتلال الاستيطانية الاستعمارية تحرم الفلسطينيّين بشكل منهجي من حقوقهم، وتحوّل غزّة إلى ساحة تُمارس فيها أقصى درجات العنف والفصل العنصري والإبادة الجماعية. 

ويناقش المؤلّفون كيف تشمل تكتيكات الاحتلال عمليات الطرد الجماعي، وتدمير البُنية التحتية المدنية، واستخدام خطاب قانوني مشوّه لتقديم هذه الأفعال على أنها متوافقة مع القانون الدولي الإنساني، على الرغم من أنها بطبيعتها تعدّ إبادة جماعية. كما يوضّحون أن الاستيلاء على القانون الدولي الإنساني يُستخدم كاستراتيجية قانونية سياسية لإخفاء الفظائع في حين يجري تصوير سكان غزة الفلسطينيين على أنهم مجموعة "إرهابية" يجب القضاء عليها.

ويستعيد الباحثون تعريف الإبادة الجماعية، باعتبارها إنكاراً لحقّ شعب في الوجود ولاحقاً محاولة إبادته أو النجاح في إبادته، وتستلزم أساليب مختلفة من الإزالة، وذلك وفقاً لما لاحظه رافائيل ليمكين رجل القانون البولندي الذي صاغ مفهوم الإبادة الجماعية بعد الحرب العالمية الثانية.

ووفقاً للورقة، فإنّ عمليات الإبادة الجماعية تشكّل جزءاً لا يتجزّأ من الديناميكيات التاريخية للاستعمار الاستيطاني كما يتّضح من تجربة الأميركيين الأصليين في الولايات المتحدة والأُمم الأولى في أستراليا، أو شعبي هيريرو وناما في ناميبيا. وبما أن الاستعمار الاستيطاني يهدف إلى الاستحواذ على أراضي السكان الأصليين ومواردهم فإن مجرد وجود الشعوب الأصلية، وبقاء واستمرار حياتها الجماعية وازدهارها في أرضها، يشكل تهديداً وجودياً للمجتمع الاستيطاني.

تنشر "مؤسسة الدراسات الفلسطينية" الترجمة العربية لهذه الورقة ضمن سلسلة "قضايا راهنة" التي يصدرها مكتب واشنطن باللغة الإنكليزية، نظراً إلى أهميتها الحالية، ولإتاحة الفرصة أمام القارئ العربي للإحاطة بالقضايا المعقّدة والمستجدّة التي تشكّل جزءاً من التحوّلات السياسية الراهنة.
 

موقف
التحديثات الحية
المساهمون