خمسة معارض تشكيلية لفنانين قدّموا تجاربهم الأولى في التسعينيات ومطلع الألفية الجديدة، يحتضنها "إتيليه العرب للثقافة والفنون" (غاليري ضي) في القاهرة، منذ الثاني عشر من الشهر الماضي وحتى العشرين من الشهر الجاري، تحت عنوان جامع هو "قادمون".
"قوارب" هو عنوان معرض الفنان وائل عبد الصبور (1971) الذي يضمّ أعمالاً نُفّذت باستخدام الطباعة الغائرة، تتناول نهر النيل والمراكب وسطه، ويحضر فيها العنصر الإنساني في المناظر الطبيعية بشكل أساسي، ضمن بناء يركّز على مشهديات مستوحاة من الحياة اليومية على هذه القوارب.
أمّا الفنان محمد عيد (1988)، فتتنوّع في معرضه "خريف المحبّ" الوسائط المستخدمة بين الرسم والغرافيك والتجهيز في الفراغ والتصوير الفوتوغرافي، وذلك للتعبير عن حالات الحبّ التي تمزج أبعاداً واقعية بأخرى تحمل فانتازيا غرائبية، حيث تركّب امرأة مغطّاة العينين وتحمل بيديها أشواكاً على حصان برأس رجل، بينما تلتفت إلى كائن آخر يحمل المواصفات ذاتها لكن بألوان مغايرة.
ويذهب الفنان محمد التهامي (1993)، في معرضه "نباح"، إلى تقديم أعمال الحفر والطباعة، وهو يستمّد موضوعاتها من أساطير وقصص تنتمي إلى الحضارة المصرية القديمة، حيث يحضر الملك المسيطر من قديم الأزل كأداة يتحكّم بها حامي الأمّة (حورس)، ضمن محاكاة رمزية يصوّر من خلالها الفنان الكلب الذي ينبح في فضاء يحتشد برموز غير مرئية، حيث يحمي الأحياء وأرواح الموتى أيضاً.
في معرضها "روح عابرة"، تقدّم الفنانة زينب صبحي (1986) مجموعة من الأعمال النحتية بخامات مختلفة، من البرونز والحجر والخشب، تدمج فيها بين الشكل الإنساني والكتَل المعمارية، حيث تظهر أجساد بقامات نحيلة تؤثثها نوافذ وجدران وأبنية متراصفة بطبقات وألوان مختلفة تبرز تقادم الزمن عليها. كما تحتفي الفنانة بالقطط التي تظهر بمزيج بين رمزيتها لدى المصريين القدامى وبين فن البوب، في أوضاع وهيئات متنوعة بين المرح والحضور المهيب والفضول في اكتشاف محيطها.
في أسلوبها الذي يجمع بين التشخيص والتجريد، يضمّ معرض "ميزان ومصير" للفنانة مها إبراهيم (1982) لوحات بأحجام كبيرة تعتمد التضادّ والتجاور بين قيَم متباينة في اللون ودرجاته، وتبرز علاقات جدلية بينها، وتضفي أبعاداً درامية على اللوحة.