في ذكرى رحيله.. قرطبة تكرّم أنطونيو غالا

14 يونيو 2024
تمثال أنطونيو غالا في ساحة "غران كابيتان" (تصوير: أنخيل رودريغز)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- في الذكرى الأولى لوفاة أنطونيو غالا، احتفت قرطبة بإقامة تمثال تذكاري له، بحضور شخصيات بارزة وعائلته، ونحته الفنان البارز سيزار أوريكو.
- أُعلن عن إصدار قصائد غير مطبوعة لغالا بعنوان "قصائد ما لا يمكن إصلاحه" تعكس تجربته الإبداعية المتنوعة في موضوعات مثل الحب والموت.
- غالا، المولود في برازتورتاس والمعتبر قرطبة مدينته، ترك بصمة في الأدب الإسباني بإسهاماته في الشعر، المسرح، والرواية، معكسًا الهوية الأندلسية والتأثير العربي.

مع مرور الذكرى السنوية الأولى على رحيل الكاتب الإسباني أنطونيو غالا (1930 – 2023)، احتفت مساء أمس الخميس، مدينة الشاعر الأندلسية، قرطبة، بذكرى صاحب "المخطوط القرمزي"، الذي رحل عن عالمنا في الثامن والعشرين من أيار/ مايو الفائت، وذلك عبر تشييد تمثال تذكاري له في ساحة "غران كابيتان" الواقعة أمام "المسرح الكبير" في المدينة.
 
وقد شهد الحدث حضور العديد من الشخصيات الثقافية والفنية والرسمية، إضافة إلى عائلة الكاتب، التي عبّرت عن امتنانها لمدينة قرطبة، التي لطالما كانت للشاعر مثل مدينته الأم، ولذلك قرر أن يسكن فيها وأن يؤسس مؤسسة "أنطونيو غالا". 

وتم أثناء كشف الغطاء عن التمثال الذي صنعه الفنان الإسباني البارز سيزار أوريكو، الحاصل على جائزة "الملكة صوفيا للرسم والنحت" لعام 2023، الإعلان عن أن مجموعة من القصائد غير المطبوعة للشاعر ستصدر عن دار نشر "بلانيتا" في تشرين الأول/ أكتوبر المقبل، بعنوان "قصائد ما لا يمكن إصلاحه"، وتعالج الموضوعات الكبيرة التي تناولها الكاتب خلال مسيرته الإبداعية، وهي: الحب، والجسد، واللذة، والصداقة، والموت وتأملات روحانية أخرى.    

يذكر أن أنطونيو غالا ولد عام 1930، وعلى الرغم من أنّه لم يولد في قرطبة، بل في إحدى قرى مقاطعة سيوداد ريال، برازتورتاس، على وجه التحديد، لم يتردد في القول عن نفسه إنّه أندلسي الهوى، ولا سيما قرطبي، إلى درجة أن معظم الذين كتبوا سيرته الذاتيّة دوّنوا ولادته في قرطبة بناءً على رغبته الشخصيّة.

بدأ الكاتب مشواره الإبداعي في سن صغيرة جداً، إذ كتبَ أوّل قصة قصيرة له في سن الخامسة. أمّا أول مسرحية فكانت في عامه السابع. التحق غالا بـ"جامعة إشبيلية" للحصول على شهادة في القانون، كما التحق في "جامعة مدريد" لدراسة الآداب والفلسفة، والعلوم السياسية والاقتصادية.

خلال سنواته الجامعية، نشرَ أنطونيو غالا أول قصائده الشعرية في مجلات شهيرة في تلك الفترة، كما أنه أسّس مع غلوريا فويرتيس وخوليو ماريسكال مونتيس مجلتي "الجب" و"قوس الشعر".

بعد حصوله على إجازة القانون، مارس عمل المحاماة بعد أن أجبره والده على ذلك، إلّا أنه لم يستطع الاستمرار، وترك العمل بعد عام. في السنوات اللاحقة سيتابع القرطبي دراسة الآداب في مدريد، وسيعمل في معاهد مختلفة أستاذاً في الفلسفة وتاريخ الفنون.

في عام 1959، سينشر أنطونيو غالا ديوانه الشعري الأول بعنوان "عدو حميمي"، والذي سينال على الفور "جائزة أدونيس للشعر"، حيث أعلنت لجنة الحكام آنذاك "ولادة شاعر سيعيد للغة الإسبانية ألقها الشعري". بعد هذا الديوان، والذي أُعلن أنه ولادة شاعر إسباني متجذر، نشر غالا "قصائد قرطبية" (1994)؛ "قصائد حب" (1997)، وهنا سيبدأ فترة إنتاج إبداعي غنية جداً، وسيكتب المسرح، والرواية، والمقالات.

في المسرح، سينال "جائزة كالديرون الوطنية" عن عمله "حقول عدن الخضراء" (1963)، كما أنه سيكتب روائع في المسرح الإسباني مثل: "خواتم من أجل سيدة" (1973)؛ "بيترا ريغالادا" (1980).

وعلى غرار المسرح، سيبدأ أنطونيو غالا اعتباراً من ثمانينيات القرن المنصرم بكتابة الرواية التاريخية التي سيؤكد فيها الهوية الأندلسية، وحقيقة الحضور العربي في شبه الجزيرة الإيبيرية، مزيلاً كل تشويه عن تلك الفترة الإبداعية في كل مجالات الأدب، حيث سينشر في عام 1990 "المخطوط القرمزي"، والتي ستنال "جائزة بلانيتا للرواية". كذلك سينشر "غرناطة بني نصر" (1994)؛ و"الوله التركي" (1994). وقد ترجم رفعت عطفة الروايات الثلاث إلى العربية.
 

المساهمون