فيليب جاكوتيه: دخولٌ قديم في عالَم النثر الشعري

22 ديسمبر 2022
فيليب جاكوتيه (1925 ـ 2021)
+ الخط -

عندما رحل فيليب جاكوتيه في شباط/ فبراير من العام الماضي، 2021، كان الشاعر السويسري قد ترك وراءه مدوّنة واسعة من النصوص النثرية، التأمّلية والسردية، التي قارَبَ فيها الطبيعة وكتب ملاحظاته حولها، وهو نوعٌ أدبي ارتبط باسمه طوال عقود.

وإذا كان القرّاء يعرفون، ضمن هذا السياق، أعمالاً مثل "تضاريس وأشكال غائبة" (1970)، و"البِذار" بجزأيه (1963 و1971)، وكذلك "بقعة شمس أو ظِلّ" (2013)، فإن أوّل كتابٍ وضعه المؤلّف في النثر الشعري هذا، أي "النزهة تحت الأشجار"، قد يكون من أقلّ أعماله شُهرةً.

عن منشورات Le bruit du temps في باريس، صدرت حديثاً طبعة جديدة من "النزهة تحت الأشجار"، الذي نُشر للمرّة الأولى عام 1957 في لوزان، ويضمّ، إلى جانب نصوص جاكوتيه، رسوماتٍ لزوجته آن ماري هايسلر.

الصورة
غلاف

يتألّف الكتاب من مجموعة من النصوص التي تختلف من ناحية الشكل (ملاحظات متقطّعة، سرد ونثر شعري، أو حوار على الطريقة الأفلاطونية) لكنّها تجتمع في كونها تدويناً لتجارب عاشها الشاعر مُحاطاً بعناصر الطبيعة ومنغمساً فيها، من أشجار وتِلال ووديان وعشب وزهور. 

ولا تأخذ الكتابة عن هذه التجارب بُعداً "رومانتيكياً"، بل إن جاكوتيه يصف ما يراه، ولا يكفّ عن التساؤل، في كلّ مرّة، عن معنى ما يشاهده، وكيفية الكتابة عنه، وهل الكلمات التي يستخدمها لذلك تُعطي الطبيعة حقّها وتلتقط "حقيقة" مشاهداته، مقترباً في بعض الأحيان من المنهج الظاهراتي (الفينومينولوجي) في الفلسفة، حيث الوصف، وتحديداً وصف الأشياء كما تبدو للوعي، هو الأساس.

من أجواء الكتاب نقرأ: "تملّكني العالم الخارجي، على نحو أكثر عنفاً وأكثر امتداداً في الزمان ممّا عرفتُ في السابق. ولم يعد في إمكاني إبعاد عيني عن هذا العالَم/البيت، المتحرّك والمتغيّر، الذي صرتُ أجد في تأمُّله سعادةً ودهشة متزايدتين. لا يمكنني هنا الحديث عن بهاء أو عظَمة، فما يدهشني دائماً تلك التضاريس شديدة البساطة، الخالية من أيّة ملمح خلّاب".

آداب وفنون
التحديثات الحية
المساهمون