"فيتامين سي +".. أشكال الكولاج في العصر الرقمي

14 يوليو 2023
"الخياط" للفنّان الجنوب أفريقي نيو ماتلوغا، 2021
+ الخط -

رغم ما أحاط بها من إبهام وغموض، إلّا أنّ تقنيّة الكولاج استطاعت أن تُحقّق مكانتها وتُرسِّخ حضورَها كعملٍ فنّيٍ بحدِّ ذاته، مع بدايات القرن العشرين. وقد يبدو، للوهلة الأُولى، أنّها لم تُقدّم شيئاً جديداً بعد ظهورها، لكنّ واقع الحال يقول إنها لم تتوقّف عن عرض أشكالٍ جديدةٍ باستمرار، كما أنّ التخريب الضمني الذي مرَّت به من خلال أنواع مُختلفة من التدخّلات الفنّية مثل القصّ واللّصق، والتجزئة، والتمزيق، والتمويه، والسَّرقة والتظاهُر، حطّم أيّ توقعات، واقترح علاقاتٍ وانعكاساتٍ وتناغُمات جديدة اجتمعت بشكلٍ مثاليّ في قطعة فنّية واحدة.

وربما لهذا يعوّل الفنّانون، اليوم، وبشكل كبير على هذه التقنية، إذ استطاعت أن تتواصل مع رُوح العصر. ولكن ماذا يعني الحديث عن الكولاج في الزمن الرقمي الذي نعيش فيه؟ وهل يُمكن استبدال القصّ واللّصق الذي كان يقوم به الفنّان سابقاً، بشكل يدويٍّ، بتقنية القصّ واللّصق الإلكترونية؟ وما هي العناصر الرئيسية التي تُشكّل ما يُسمَّى الكولاج في عهد الذكاء الاصطناعي؟ 

عن هذه الأسئلة وغيرها يُجيب العدد الجديد من مجلّة "فيتامين سي +"، التي تُصدرها مؤسّسة "فايدون الفنيّة" في إسبانيا، حيث تهدف من خلال هذا العدد إلى قياس نبض التخصُّصات الفنّية المُختلفة، من أجل تحديد المُمارسات والاتّجاهات والمسارات الناشئة والجديدة ووضعها في سياق يومنا الراهن. 

غلاف المجلة
غلاف المجلة

وفنّد العدد تجارب ما يقارب 108 فنّاناً وفنّانة، من أربعين جنسية مُختلفة، يستخدمون جميعهم الكولاج كجزء أساسي من مُمارستِهم الفّنية، وهو اختيارٌ يعكس "التوازن الدقيق بين الإمكانات والقيود التي تنطوي عليها هذه الممارسة الفنية"، كما أشار يوفال إتغار، المختصّ في تاريخ الفنّ، في مقدّمته التمهيدية، التي عرّج فيها على أصول هذه التقنية وتطوُّرها منذ نشأتها إلى الشكل الذي وصلت إليه حالياً.

ويعرض إتغار في مقدّمته مجموعة من التفسيرات المتنوّعة التي تُمثِّل كما يقول: "تذكيراً لِمَا هو أكثر عُرضة للخطر في الكولاج المعاصر: إنه على وجه الخصوص، وضُع حوافّ وحدود لما هو، طبيعياً، خارج نطاق الحدود والحوافّ". 

وتبدو تجربة الفنان البريطاني جون ستيزاكر (1949)، هي الأبرز في العدد، حيث بدأ رحلتَه مع الكولاج، في منتصف السبعينيات (وهو الزمن المرتبط ببدايات العصر الرقمي ونظريات ما بعد الحداثة)، من خلال تجاوُره الشعري والأنيق، عبر استخدام بطاقات بريدية وصُور فوتوغرافية لأفلام وصُور مأخوذة من كتُب قديمة مُصوَّرة. 

من الفنّانين المُشاركين في العدد أيضاً: الفنّان نيو ماتلوغا (1993)، من جنوب أفريقيا، والأميركية مارتا روسلير (1943)، والنرويجية فريدا أوربابو (1986).

المساهمون