فوسون أونور.. تشكيلٌ بالصوت والعطور

13 نوفمبر 2021
فوسون أونور
+ الخط -

إذا كان الأدب التركي، ومعه السينما، يحظيان بمكانة مرموقة ومحترمة في مختلف بقاع المعمورة، فإنّ الفنون التركية المعاصرة، في التشكيل والنحت والتركيب والفيديو، لا تزال شبه مجهولة خارج البلد، بحيث يصعب حتى على كثير من متابعي الفن في العالم العربي، أو حتى في أوروبا، تَعداد أسماء بارزة من هؤلاء المشتغلين في هذه الفنون، كما قد يفعلون مع فنانين من فرنسا أو الولايات المتحدة أو مصر أو لبنان وسورية.

الفنانة فوسون أونور واحدةٌ من أبرز هذه الأسماء، وقد تكون من أكبر الفنانين الأتراك الأحياء، موهبةً وعُمراً (وُلدت عام 1938)، حيث تمتدّ تجربتها على ما يقارب خمسة عقودٍ قدّمت خلالها عشرات الأعمال المجدّدة، ولا سيّما في التركيب والنصُب، إن كان في معارض شخصية أو في محافل فنية دولية غالباً مثّلت تركيا فيها.

"ستستمرّ القصّة" هو عنوان معرضها الجديد، المقام منذ السادس من تشرين الثاني/ نوفمبر الجاري في غاليري "شيرت لودّه" ببرلين، حيث يستمرّ حتى الحادي عشر من كانون الأول/ ديسمبر المقبل، ويضمّ العديد من أعمالها التركيبية التي تملأ بها صالات الرواق، وهي أعمالٌ ينتمي بعضها إلى اشتغالاتها الجديدة، فيما تستعيد في أخرى نُصُباً سبق أن عرضتها في إسطنبول ومدن أخرى.

من المعرض
من المعرض

وكما في اشتغالاتها السابقة، تميل الفنانة التركية إلى استخدام أغراض وعناصر من الحياة اليومية، بحيث تسعى إلى إزاحتها من فضاء استخدامها المعتاد، أو إلى عزلها تماماً داخل صالة كبيرة، وهو الحال مع هذه المظلّة أو الشمسيّة الملوّنة التي تُسندها، وحيدةً، إلى جدار في إحدى قاعات الغاليري.

لكنّ الجديد في معرض الفنانة هذه، محاولتها الذهاب أبعد من المواد المعتادة في الفنون البلاستيكية، وفي تجربتها بشكل عام، حيث التقشّف في المقتنيات والأغراض التي تحضر غالباً في أعمالها، واللجوء إلى عناصر مثل الصوت والعطور وحتى الكلمات، في مسعىً لخلق تجربة فنّية جديدة، إذ يجد الزائر نفسه مأخوذاً بشخص يقرأ على مسامعه كلماتٍ كتبتها الفنانة، وملفوفاً بروائح وأصوات وُضعت لتدلّه على الطريق الذي يمكنه اتّخاذه داخل فضاء العرض.

آداب وفنون
التحديثات الحية
المساهمون