فوزي كريم.. سفر مع علي محمود خضير

21 مايو 2021
(فوزي كريم، 1945 - 2019)
+ الخط -

بمناسبة ذكرى رحيله الثالثة، أصدر الشاعر العراقيّ علي محمود خضير كتاباً صوتيّاً يضمُ مختارات من نصوص فوزي كريم، تحت عنوان "أسافرُ للمرّة الألف" انتقاها من دواوين الراحل المختلفة، وأدّاها بصوته برفقة رؤية إخراجيّة للفنان مصطفى نزار الذي ولّف قطعاً موسيقيّة لفنانين من الغرب والشرق، وقد تم طرح العمل عبر أقراص مُدمجة، وعلى منصتيّ "يوتيوب" و"ساوند كلاود".

يضمّ الكتاب/ الألبوم الصوتي أربع عشر قصيدة للشاعر العراقيّ (1945 – 2019) منها: "لا نرث الأرض"، و"الربع الخالي وقصائد أخرى"، و"قصائد من جزيرة مهجورة"، و"قارات الأوبئة"، و"الأعمال الشعريّة"، و"ما الشعر إلا زلة اللسان"..

في حديثه إلى "العربي الجديد"، يقول خضير: "لا أخفي أن الدافع الرئيس لتنفيذ العمل تُحركه محبة شخصيّة للشاعر، ورغبة في تحيّته بعد الغياب المؤلم (2019) وفاء وعرفاناً بما قدّمه للأدب العربي من جهود راسخة في الشعر والفكر والنقد الأدبي. فالراحل من أشد شعراء  الجيل الستيني انهماكاً بالكتابة في ضروب شتى مقارباً أسئلة أساسيّة طرحها على ثقافتنا العربية الراهنة لم تلقَ، إلى الآن، برأيي، قراءة على مستواها".

وبخصوص اختيارات من نصوص كريم، يشير إلى أنها "إشارات موحية لأكثر الحساسيّات التي حرّكت شعره وشغلت عوالمه: هواجس الإنسان المسحوق، الغربة/السفر، الوطن، الأم، الوحدة، الحب، الموت. كما أنها حاولت أن تغطّي مراحل متنوعة من شعره، وبالطبع هي محض نماذج من شعر الراحل الغزير، والذي يظل بحاجة إلى جهود متواصلة لدراسته والعناية به".

ويرى خضير أن "الشعر العربي عامة، والعراقي خاصة، شامل وضخم جداً، وفيه تجارب متفوقة، ويظلّ بحاجة على الدوام إلى تحريك مياهه عبر مشاريع وأفكار تضعه من جديد في الواجهة"، مضيفاً: "لا أريد القول بأن الشعر يعاني "ظليمة" إعلامية بإزاء الرواية والقصة القصيرة، لكن الواقع الجديد يفرض تحدياته، وفي ظني أن الأجيال الجديدة تحتاج إلى تعريف متواصل بالنماذج الأصيلة في شعرنا، والتي انطلقت من خصوصية اللغة العربية، واستفادت من التجربة التراكمية الهائلة لموروثنا الأدبي والشعري، وكان لها دور رائد لا مراء فيه".

كما يوضّح: "لم يكن فوزي كريم شاعراً عابراً في مشهد الشعر العراقيّ والعربي، ولا في حياتي، فقد تركَ تأثيراً بالغ الخصوصيّة بما مثّله من جدّة مشروع وإخلاص نادر للكتابة والقراءة"، مضيفاً: "العمل هو تحيّة وفاء وعرفان لأحد المعلمين الكبار الذين قدّموا حياتهم للفن والجمال المطلق، ومحاولة لتقديم الشعر بوسائل تُناسب العصر الذي نعيشه وتبدّل طرق التلقي فيه".

ويختم بقوله: "مع تغيّر الحياة، وتطورها السريع، باتت الحاجة لتقديم الشعر بصورة تواكب العصر، أشد إلحاحاً، وأظن أن القصيدة المرقومة بشكل صوتي، والمطعمة بالموسيقى، أو من دونها، تقدّم إحساساً وخبرة تتواصل مع القارئ الجديد الذي يتعامل مع الفيديو آرت والسينما ومسلسلات المنصات الالكترونية، وللأسف فإن المحتوى الأدبي الصوتي، والكتب الصوتية، والأرشيف الأدبي المرئي والمسموع بشكل عام يظل فقيراً ومقصّراً، والمشروع هنا محاولة في لفت النظر، وأرجو أن ألحقها بأسماء وتجارب أُخرى".

آداب وفنون
التحديثات الحية
المساهمون