أعلنت وزارة الثقافة والرياضة في إسبانيا، في بيان صدر عنها أمس، تصنيف فن "الخوطا"، ضمن لائحة التراث الثقافي غير المادي، باعتباره "الفن الأكثر انتشاراً وتنوّعاً وديناميكيةً في البلاد، إضافة إلى تداخُله مع جميع الأنواع التقليدية التي تشكّل الصوت المتنوّع والخريطة الموسيقية لإسبانيا".
وتابع البيان: "من بين القيم الثقافية التي يقدّمها فنُّ 'الخوطا' كنوعٍ تقليدي، تَبرزُ سهولة تقبُّله من قبل الأفراد والمجتمعات، بحيث صار جزءاً من التعبيرات الشعبية عن الأقاليم الإسبانية بشكل كامل، إضافةً إلى كونهِ عنصرَ تماسكٍ وترابطٍ اجتماعي، وعلامةً بارزةً من علامات الهويّة الإسبانية".
وكانت وزارة الثقافة، عبر المديرية العامّة للتراث الثقافي والفنون الجميلة، قد وافقت على طَلبِ ضمِّ "الخوطا" إلى لائحة تراثها غير المادي، بعد موافقة مجلس التراث التاريخي الذي تشارك فيه جميع الأقاليم ذات الحكم الذاتي، إذ اجتمع المجلس في نهاية شهر تشرين الأول/ أكتوبر من العام الماضي، في مدينة سرقسطة الأندلسية، ووافق على مجموعة من الطلبات، من بينها تصنيف "الخوطا" ضمن لائحة التراث الثقافي غير المادي.
ويُعتبر فن "الخوطا" شكّلاً من أشكال الرقص الدّارج في إسبانيا، ويُنسبُ هذا الفن إلى مخترعه العربي، ابن خوتا، في القرن الثاني عشر، حيث طُرد من مدينة بلنسية إلى مدينة أراغون في الشمال الإسباني، وهناك نشر ذلك الفن، وفقاً لما تؤكّده إحدى مقطوعات "الخوطا" الغنائية التي تقول: "الخوطا وُلدت في بلنسية، ومن هناك غادرت إلى أراغون. في قلعة أيوب كان مهدها، على ضفاف نهر خالون".
وتختلفُ رقصة "الخوطا" من منطقةٍ إلى أخرى، فلكلٍّ منها طابعُها الخاص. وعادةً ما تكون على شكل استعراضٍ، حيث يُغنَّى هذا الفن ويُرقص بمصاحبة الكاستانيت (الصنوج)، ويرتدي الراقصون ثياباً فلكلورية تمثُّل المنطقة التي يأتون منها.
وتتنوّع موضوعات فن "الخوطا" بدءاً من التعبير عن الانتماء الوطني، والدين، والرغبات الجنسية، والحب، وغيرها. وكان لهذا الفن عبر التاريخ دور بارز في تكوين ورفع الوعي والإحساس بالهوية الوطنية.