فنّانون أتراك: رفح جُرح في ضمير الإنسانية

05 يونيو 2024
من أعمال الفنّانين الأتراك التي أهدوها لفلسطين
+ الخط -
اظهر الملخص
- في 8 أكتوبر 2023، تصاعد العدوان الإسرائيلي على غزة، مما أدى لزيادة عدد الشهداء من الأطفال والمدنيين، وأثار صدمة عالمية.
- فنانون تشكيليون أتراك عبروا عن تضامنهم مع فلسطين من خلال أعمال فنية، معبرين عن رفضهم للعدوان وأملهم في محاكمة نتنياهو دوليًا.
- أكد الفنانون على دور الفن كوسيلة للتعبير عن الرفض والمقاومة ضد الظلم، مشيرين إلى أهمية الفن في تحقيق السلام ومقاومة اليأس.

بينما يتزايد عدد الشهداء في غزّة، نتيجة العدوان الإسرائيلي الذي بدأ منذ الثامن من تشرين الأول/ أكتوبر 2023، اهتزَّ العالَم كلّه، مرّة أُخرى، على وقع الصور المروّعة القادمة من رفح، والتي تَعرِض جُثث الأطفال الأبرياء، والمدنيّين العُزّل الذين سقطوا بسبب الغارات الإسرائيلية. 

خصَّص كلُّ فنّان عملّاً فنياً أهداه لفلسطين 

وانطلاقاً من إدراكنا لموقف الشعب التركي الرافض للعُدوان الإسرائيلي، التقت "العربي الجديد" بمجموعة من الفنّانين التشكيليّين الأتراك، لمعرفة آرائهم حول ما يحدث في فلسطين وغزّة، حيث طلبنا من كلّ واحد منهم أن يُهدي الشعب الفلسطيني عملاً فنّياً كان قد أعدّه في مناسبة سابقة تضامناً مع فلسطين، وكان معهم هذا الحوار.

الصورة
فرحات أوزغور
فرحات أوزغور

البداية كانت مع الأكاديمي والفنّان التشكيلي فرحات أوزغور Ferhat ÖZGÜR، الذي عبّر في حديثه إلى "العربي الجديد"، عن أمله بأن يُقاد نتنياهو أمام "المحكمة الجنائية الدولية"، بسبب ارتكابه المجازر بحقّ الشعب الفلسطيني الأعزل، على غرار الجزّار الصربي ميلوسيفيتش، حيث قال "إسرائيل، بدعم أميركي، تشنُّ عدواناً على غزّة ورفح بهدف القضاء عليهما، ونتنياهو لا يتوقّف عن ارتكاب جرائم ضدّ الإنسانية والقتل الجماعي أمام أعيُن العالَم. هذا العُدوان لن ينتهي إلّا عندما تقول أميركا وأوروبا 'توقّفوا'، وهنا علينا أن نسأل من يُمارس هذا النفاق؟".

الصورة
بورتشين أردي - القسم الثقافي
بورتشين أردي

بدورها، عبّرت الفنّانة بورتشين أردي Burçin ERDİ عن معاناتها في مواصلة حياتها اليومية، ليس كفنّانة فحسب، بل كإنسانة تعيش في هذا العالم "ذلك أنَّ رؤية الأطفال وهم يُذبحون بلا رحمة يجلب العار العالمي الذي يمتدُّ إلى ما هو أبعد من الدين أو الجنس أو الجنسية. وما يحدث اليوم سيكون صفحة سوداء في كتُب التاريخ يوماً ما".

الصورة
أيهان تشيليك - القسم الثقافي
أيهان تشيليك

كذلك لا تتردّد المُصوِّرة الفوتوغرافية المستقلّة أيهان تشيليك Eyhan ÇELİK بالتعبير عن وقوفها إلى الجانب الشعب الفلسطيني في ظلّ ما يتعرّض له من مجازر إسرائيلية، وتقول لـ"العربي الجديد": "نُدافع عن الحياة، عن دورة الحياة القصيرة مثل التنفّس، أمام بعض الأشياء الأُخرى التي تدوم لفترة أطول مثل الألم". وفي حديثنا مع النحّات ياسين أويسالار Yasin UYSALLAR، اعتبر أنَّ ما يحدث في رفح جُرح في ضمير الإنسانية، موكّداً أنّ "الفنّ في هذه الأوقات المُظلمة أقوى سلاح تملكه الإنسانية لتحقيق السلام".  

الصورة
ياسين أويسالار - القسم الثقافي
ياسين أويسالار

أمّا الشاعرة والفنّانة التشكيلية ديديم إرك Didem ERK، فتتساءل عن معنى الفنّ اللّامُبالي بمصير العالم، مؤكّدةً أن الفنّ الحقيقي "لا يُمكن أن يقف مكتوف الأيدي أمام مشاهد البثّ المباشر للإبادة في الهواء الطلق". تطالب بالعدالة في فلسطين، وفي كلّ بقاع الأرض المظلومة، فهذا الوقت، كما تقول "كلّ من يصمت فيه متواطئ ومتقاعس. لذلك لا بدّ من المقاومة ضدَّ كلّ أشكال النفي واليأس، ولا بدّ من ممارسة الفنّ".

الصورة
مايك بيرغ - القسم الثقافي
الفنان والنحّات مايك بيرغ

يفضّل الفنّان والنحّات مايك بيرغ Mike BERG المقيم بين إسطنبول ونيويورك تجنُّب السياسة، باعتباره فنّاناً تجريدياً، لكنَّ العدوان على غزّة، كما يقول لـ"العربي الجديد": "هو اعتداء على الإنسانية على نحو غير مسبوق. إذ لا توجد طريقة لتبرير القتل المُروِّع لأعداد كبيرة من الأبرياء". أمّا الفنّان إحسان أتوماك Ihsan OTURMAK، والذي اختتمنا هذا اللقاء معه، فيشعر باليأس من تصرّفات الأقوياء التي لم تتغيّر عبر تاريخ الإنسانية، متمنّياً أن "تتوقف هذه المأساة كلّها في أقرب وقت مُمكن".

المساهمون