- يأتي المعرض كرد على رفض إدارة "بينالي البندقية" طلب المتحف لإقامة المعرض ضمن فعالياتها، مع الإشارة إلى استمرار غياب ممثلية فلسطينية رسمية في البينالي.
- يتضمن المعرض أعمالًا فنية متنوعة تعبر عن الواقع الفلسطيني، منها رسومات ميسرة بارود التي توثق يوميات الحرب، ولوحة "مذبحة الأبرياء في غزة" لسامية حلبي، ونصب تذكاري يكرم 2500 شهيد من غزة، بمشاركة الفنانة الاسكتلندية جين فرير.
يحتضن قصر "بالازو مورا" في مدينة البندقية معرض "غرباء في وطنهم" الذي يتضمّن أعمال سبعة وعشرين فناناً تضيء نضالات الشعب الفلسطيني في مواجهة الاحتلال الإسرائيلي، وسياسات الفصل العنصري، والإبادة الجماعية المستمرّة في غزة منذ مئتين وستّة أيام.
المعرض الذي أطلقه "متحف فلسطين" في الولايات المتحدة في العشرين من الشهر الماضي، ويتواصل حتى الرابع والعشرين من تشرين الثاني/ نوفمبر المقبل، يأتي ردّاً على شعار الدورة الستين من "بينالي البندقية" التي تقام في الوقت نفسه.
وكانت إدارة البينالي قد أعلنت منذ نحو خمسة شهر رفض طلب المتحف بإقامة معرضه هذا من دون أسباب واضحة، رغم أنه يتوافق مع ثيمة الدورة الحالية. ولا تزال مشاركة فلسطين في التظاهرة الفنية الأكبر على مستوى العالم، غير ممثّلة بجناح وطني أسوة ببقية دول العالَم، ولم تنجح محاولات سابقة من داخل إدارة البينالي.
يشارك في "غرباء في وطنهم" الفنّان ميسرة بارود بسلسلة من الرسوم التوضيحية بالأبيض والأسود على ورق شفّاف معلّقة أمام نافذة كبيرة في غرفة مركزية في القصر، حيث بدأ بتدوين يومياته في الحرب باستخدام ما وصلت له يداه من أوراق وأقلام حبر، ولم يتوقّف يوماً عن الرسم بعد أن فقَد بيته ومرسمه وخسر عشرات اللوحات وآلاف المخطوطات (السكيتشات) ومكتبة فنّية تحتوي على أكثر من 3000 كتاب.
"مذبحة الأبرياء في غزّة" عنوان لوحة الفنّانة سامية حلبي التي نفّذتها بمادّة الأكريليك ويغلب عليها الأصفر والرمادي والأسود والأحمر والوردي بضربات فرشاة تُشير إلى التوتر والألم إزاء المذبحة الجارية، بينما تشارك الفنّانة عهد ازحيمان بلوحة عنوانها "مفرزة" وتتناول من خلالها تأثير جدار الفصل العنصري على الحياة اليومية للمواطن الفلسطيني، بل وأصبح جزءاً من خلفيّاتهم لدرجة أن يغفل عروسان عن التقاط صورهما ويظهر الجدار في الخلفية.
وفي كتابها "حكاية وطن ممزّق"، توضّح نسرين زاهدة، باستخدام الرسوم المتحركة ثلاثية الأبعاد، كيف أنّ المستوطنات غير القانونية، ونقاط التفتيش لقوّات الاحتلال الصهيوني، وكاميرات المراقبة، وغيرها من القيود أحالت الجغرافيا الفلسطينية إلى وطن مُمزّق.
كما يُعرض نُصب تذكاري لتكريم 2500 شهيد من المدنيّين في غزّة، حيث كُتبت أسماؤهم بخط اليد وحيكت على العلم الفلسطيني من قبل خمسة وثمانين فرداً من مرتفعات اسكتلندا، برعاية الفنّانة الاسكتلندية جين فرير، وهي الفنّانة غير الفلسطينية الوحيدة التي شاركت في المعرض، وسبق لها أن قدّمت أعمالاً عدّة دعماً للقضية الفلسطينية منها "مشروع النكبة" (2008).
وأقام "متحف فلسطين" في أميركا معرضاً في الدورة السابقة للبينالي تحت عنوان "من فلسطين مع الفنّ" شارك فيه العديد من الفنّانين مثل: محمد الحاج، وجاكلين بجاني، ورانيا مطر، ونمير قاسم، وتقي سباتين، وسوزان بشناق، وإبراهيم العزة، ولوكس إتيرنا، وحنان عوض، ومحمد خليل، وسلمان أبو ستة، وناديا إرشيد غيلبرت، ورولا حلواني.