أبٌ يسند أذنه
إلى الأنقاض
كأنّه ينتظر
القطار
أو الثور
لكنّه ابنه
المدفون.
■ ■ ■
لا يزالُ يصرخ تحت
الأنقاض
في مخيم
اللاجئين
إن كنتَ هناك
فلترفع إصبعاً.
■ ■ ■
لا يزالُ يصرخ
تحت الأنقاض،
في مُخيّم اللاجئين،
لكنَّ جرافة المدينة
الوحيدة
عطّلتها
القنابل
لنتظاهر
أنّها الريح
عندما تصفُر
تحتَ الأبواب
بين الحبال
الصوتية المُقتَلَعة.
■ ■ ■
في رفح
تُفتح
البوّابات
يبدو سباقاً
على التخفيضات
أمٌّ
تبحثُ عن
قطعة
غيارٍ لابنتها
تكون حقيقيةً
لا لعبة.
■ ■ ■
يقصفون
مدرسةً
تبدو الآن
جهاز عرض
لا تزال عينا
الابن الميّت
مفتوحتين
لا تعرفُ الأمّ
أين تضغط
لتطفئه.
■ ■ ■
الأطفالُ
دون ماءٍ
طعام
أو دواء
ليسوا نباتاتٍ
تحت الأرض
لا حاجة إليهم.
■ ■ ■
في الصورِ
يبدو الجميع
أكبر سنّاً
حتّى الأطفال
لديهم تجاعيد
وكأنّك تمرّر
عليها قلمَ رصاص
مرّات عدّة
لكنّها ندوب.
■ ■ ■
هؤلاء الطفلات
المحمولات
بين الأذرع أو على الأكتاف
شعرهنّ الكثيف
كأنّه حبّات بصل
مقتلعة من الأرض.
مشهدٌ يُبكي.
■ ■ ■
عدّوا
أرقام
الأطفال
القتلى
هم كثيرون
ولا نعرفُ بعد
من التالي.
■ ■ ■
الآن
تسابقٌ على الأكل،
على المعلّبات فقط
فقد سئمنا
من كلِّ هذا
اللحم الطازج
المذبوح للتوّ.
■ ■ ■
كبريتٌ هو
الطفلُ الملفوف
في الضمادات
بكامله
الأم
التي تَبكي
لا تُطفئه.
■ ■ ■
صور أطفالٍ
يفتحون عُلباً
مثلما نراها في إعلانات
اللّعب
لكنّها معلّبات
وماء.
■ ■ ■
يرفعون الشراشف
على الأطفال
أليس هذا وقت
الذهاب إلى المدرسة؟
■ ■ ■
الضحايا المدنيّون
أعراضٌ جانبية
كمثل مُضاعفات
الأدوية.
■ ■ ■
قصفوا مستشفى
ليس هذا محلولاً
ملحيّاً
بل الحلُّ الأخير.
■ ■ ■
ستّة آلاف قنبلة
في ستّة أيام
وحلَّ المساء.
■ ■ ■
الوضع معقّدٌ لكنّي أركّز
على الأشياء الصغيرة وعلى الكلمات.
الموتى
أكثر من
عشرة آلاف
تقريباً
دليل
هاتف
لكنَّ
الهواتف الأرضية
لم تعدْ موجودة
ولا البيوت.
* ترجمة عن الإيطالية: سناء درغموني بالمشاركة مع سيموني سيبيليو
بطاقة
Alessandra Carnaroli شاعرة إيطالية من مواليد عام 1979. صدرت لها عدّة أعمال، منها: "عالَم الأنثى" (2011)، و"50 محاولة انتحار و50 أداة حادّة" (2021). روايتها الأُولى "الغضب"، صدرت هذا العام.