عبد الحميد حمام: العرب والموسيقى قبل الإسلام

24 نوفمبر 2022
من رسومات يحيى بن محمود الواسطي
+ الخط -

في كتابه "تاريخ الموسيقا العربية قبل الإسلام"، الصادر حديثاً ضمن سلسلة "فكر ومعرفة" في وزارة الثقافة الأردنية، يُقدّم الأكاديمي والباحث الأردني في الموسيقى عبد الحميد حمام بحثاً في تاريخ الموسيقى عند العرب قبل الإسلام، متناولاً بعض الاعتقادات الخاطئة بخصوص العرب والموسيقى؛ مثل أنّهم كانوا محصورين في شبه الجزيرة العربية، وغير مطّلعين على الحضارات المجاورة لهم، وغير مؤثّرين فيها، وأنّهم لم يستخدموا من الآلات الموسيقية غير الدفّ.

يتوزّع الكتاب، الذي يتضمّن مجموعة من الصور والخرائط، بين سبعة فصول؛ خُصّص أوّلُها للإضاءة على تاريخ العرب قبل الإسلام ومناطق سكنهم ولغتهم وعقائدهم، بينما يتطرّق الثاني إلى حضارات شبه الجزيرة العربية والحضارات العربية، مقدّماً نبذة عن حضارتَي دلمون ومَغان، ومدن طرق القوافل مثل مكّة والمدينة والطائف، وممالك اليمن وحضرموت وقَتبان ومعين وسبأ وحِمْيَر وكندة.

ويتناول الفصل الثالث ممالك شمال شبه الجزيرة العربية؛ مثل ممالك الأنباط وتدمر والمناذرة والغساسنة. ويقدّم الفصلُ الرابع لمحةً عن الآلات الموسيقية الوترية عند العرب قبل الإسلام"؛ مثل: الصنج والكِران والوَنج والطنبور والمِزهَر، والبربط، والعرطبة، بينما خُصّص الفصل الخامس لآلات النفخ الموسيقية قبل الإسلام؛ مثل: آلات القُصّاب والمزمار والمُستُق الصيني والقرن والنفير والصور والروْقش.

أمّا الفصل السادس، فخصُّص للآلات الإيقاعية؛ مثل الدف والطبل، والآلات المصوّتة بنفسها؛ مثل: الخلخال والأساور والقلائد والأسماط والمناجل الرنّانة والكاسات والصاجات والصلاصل والنواقيس والجلاجل والأجراس والنواقيس. كما يشرح الكاتب، في هذا الفصل، بعض المصطلحات الموسيقية؛ مثل: الموتَّر، والمَعتب، والمحابض والصحْل والشِّرَع واليراع والأحّذ.

تاريخ الموسيقى العربية قبل الإسلام - القسم الثقافي

ويبحث الفصل السابع والأخير في أغراض الغناء والموسيقى قبل الإسلام؛ مثل "الغناء الديني" وفيه السجع والدوار والتلبية والتهليل، و"غناء دورة الحياة" من ولادة وترقيص وأفراح وأتراح، إضافة إلى "غناء الحرب ورجزه"، و"غناء العامّة" من حداء واستقبال وتوديع للقوافل والأشخاص، و"غناء القيان". ويلاحظ المؤلّف، هنا، وجود تقارُب في المضامين والممارسات والمناسبات بين غناء ما قبل الإسلام وبعض ألحان البادية.

يُشير عبد الحميد حمام، في تمهيد الكتاب، إلى صعوبة إيجاد معلوماتٍ عن الموسيقى عند العرب قبل الإسلام، خصوصاً النظرية منها، كما أنّ الغموض يكتنف كثيراً مما أُلّف في هذا المجال، بسبب عدم الدقّة في ربط المعلومات بالمناطق الجغرافية، لافتاً إلى أنّه اعتمد على المعلومات المتوفّرة لدى حضارات مجاورة للعرب؛ ومنها وثائق تعود إلى القرن السابع قبل الميلاد، وتؤكّد على إعجاب الآشوريّين بغناء الأسرى العرب.

المساهمون