تقف هذه الزاوية، من خلال أسئلة سريعة، مع صوت جديد في الكتابة العربية، في محاولة لتبيّن ملامح وانشغالات الجيل العربي الجديد من الكتّاب. "تأليف القصص عملية تطهيريّة يتجرّد فيها الكاتب من الزيف"، تقول الكاتبة المصرية في لقائها مع "العربي الجديد".
■ كيف تفهمين الكتابة الجديدة؟
- أفهم أنّ الكتابة الجديدة هى الصدق. أؤمن بأنّ تأليف القصص عملية تطهيريّة يتجرّد فيها الكاتب من الزيف والتزيّن اللذين يفرضهما عليه المجتمع في حياته اليوميّة، فتُصبح الكتابة مساحة لصدق الصوت والفكر.
■ هل تشعرين نفسك جزءاً من جيل أدبي له ملامحه، وما هي هذه الملامح؟
- أنا من الجيل الذي شهد في مراهقته الربيع العربي، ثمّ الإرهاب والتعصّب وانهيار الدول والأزمات الاقتصادية والأوبئة المتفشية. من المؤسف أن يتزامن ربيع شبابنا مع خريف العالم. أعتقد أنّ جيلي عاصر ما يكفي من الموت والغلاء والأوبئة، حتى إنّه لن يقول أبداً ليت الشباب يعود يوماً. ولكننا ندين لتلك المآسي لما ألهمتنا به من قصص إبداعيّة ومشاعر متفجّرة.
■ كيف علاقتك بالأجيال السابقة؟
- علاقة تأمّليّة. أحبّ أن أقرأ لمن سبقوني لأتأمّل كيف كانوا يعبّرون عن أنفسهم فيكونون تذكرتي للسفر عبر الزمان. ولكنّي لا أرى أيّ إلزام في الاقتداء بكاتب لمجرّد أنّ تاريخ ميلاده أقدم من تاريخ ميلادي. كلُّ جيل من المبدعين هو وليد عصره وظروفه، وله ما له وعليه ما عليه. لا علاقة للموهبة والمهارة بالعُمر. أرى في مقارنة الأجيال ببعضها ظلماً لا حاجة لنا به.
■ كيف تصفين علاقتك بالبيئة الثقافية في بلدك؟
- علاقة صحيّة. أصادق الكثير من الكتّاب الذين سبقوني في المجال الأدبي، وأحاول أيضاً أن أنقل تجربتي ومعرفتي للمقبلين على حرفة الكتابة من خلال سلسلة فيديوهات "نصيحة في رغيف" على مواقع التواصل الاجتماعي، أو إعداد ورش كتابة روائية لليافعين، ولكنّي أتجنّب الانخراط الزائد في الاجتماعيات التي قد تُضرّ بصفاء ذهن الكاتب ونزاهة قلمه.
جيلي عاصَرَ ما يكفي من الموت والغلاء والأوبئة
■ كيف صدر كتابك الأول وكم كان عمرك؟
- كتبتُ روايتي الأولى "تحقيقات نوح الألفي" وأنا بعمر الثامنة عشرة، ولكن لم يأخذني أيّ ناشر حينها على محمل الجد لصغر سنّي، ثمّ بعد أربع سنوات من المثابرة وطَرق كلّ أبواب الناشرين، تمكّنتُ من نشر الرواية في كانون الأوّل/ ديسمبر 2018.
■ أين تنشرين؟
- أنشر أعمالي في "دار الكرمة للنشر والتوزيع".
■ كيف تقرئين وكيف تصفين علاقتك بالقراءة: منهجية، مخططة، عفوية، عشوائية؟
- القراءة مهنتي وهوايتي، وبيني وبينها علاقة منهجيّة ومخطّطة؛ إذ أضع خطّة سنويّة مدروسة بعناية لكلّ العناوين التي ستثري عملي القادم، مع ترك هامش صغير لبعض القراءات العفوية.
■ هل تقرئين بلغة أُخرى إلى جانب العربية؟
- نعم، أقرأ بالفرنسية والإنكليزية والإسبانية.
■ كيف تنظرين إلى الترجمة، وهل لديك رغبة في أن تُتَرْجَم أعمالُكِ؟
- أراها نافذة أيّ كاتب للعالمية. لقد تخرّجتُ من كلية الألسن ومارستُ مهنة الترجمة لفترة وأُدرك قيمتها العظيمة لأيّ كاتب، وممّا لا شك فيه، أنا أطمح إلى ترجمة رواياتي حتّى تصل إلى شريحة أكبر من القرّاء.
■ ماذا تكتبين الآن، وما إصدارك القادم؟
انتهيتُ لتوّي من كتابة المسوّدة الأولى من رواية كنت أخطّط وأحلم بكتابتها منذ آب/ أغسطس 2020. هذا العمل من أكبر التحديات الروائيّة التي قابلتها في مسيرتي الأدبية لأنّه تطلّب منّي الكثير من البحث والدراسة والترحال. وهي رواية تقع في فئة التشويق والغموض، وأنا متحمّسة جدّاً لعرضها على القرّاء.
بطاقة
كاتبة مصريّة من مواليد عام 1997 في القاهرة. تخصَّصت في كتابة روايات التشويق، وصدر لها: "تحقيقات نوح الألفي - الجزء الأوّل: قضية سِتّ الحسن" (2018)، و"ثلاثة عشر" (2020)، و"روك آند رول" (2020)، و"صديقي السيكوباتي" (2021). آخر إصداراتها "تحقيقات نوح الألفي - الجزء الثاني: قضية لُوز مُر" (2022).