تقف هذه الزاوية، من خلال أسئلة سريعة، مع صوت جديد في الكتابة العربية، في محاولة لتبيّن ملامح وانشغالات الجيل العربي الجديد من الكتّاب. "أنتمي إلى جيلٍ أهمُّ ملامح أدبه دحضُ فكرة البطل"، يقول الكاتب الفلسطيني في لقائه مع "العربي الجديد".
■ كيف تفهم الكتابة الجديدة؟
- لا أستطيع القول إنّ الكتابة تنقسم إلى نوعين: كتابة جديدة وأُخرى قديمة، بل أعتقد أنّ هناك كتابة جيّدة يُمكن تأويلها وتفكيكها، وكتابة غير جيّدة، أُحاديّة ومسطّحة، بغضّ النظر عن نوعِها؛ فهناك أدبٌ كلاسيكيّ جيد وأدبٌ كلاسيكيّ غير جيّد، وهناك حداثيٌّ جيّد وحداثيّ غير جيّد، وكذلك مع الأدب التجريبيّ (ما بعد الحداثيّ). ودائماً ما نتصوّر أنّنا نكتب كتابةً "جديدة"، لكن لو أمعنّا النظر بكتب أسلافنا لوجدناها متنوّعة وغنيّة حتى تشمل أنواع الأدب جميعَها، الكلاسيكيّ منها، بل والحداثي وما بعد الحداثي، وأزعمُ أنّنا ما زلنا لم نغُص بما يكفي في كتب أسلافنا. لأجل كلّ ذلك، لا يمكنني الاعتراف بأنّنا نكتُب كتابة جديدة أو غير جديدة.
■ هل تشعر نفسك جزءاً من جيل أدبي له ملامحه وما هي هذه الملامح؟
- أعتقد أنّ كل كاتب ينتمي بالضرورة إلى جيلٍ أدبي له ملامح خاصّة. وكما يقول الكاتب البيروفي فارغاس يوسّا: كلُّ كاتب يختار بالضرورة ملامح الكتابة التي يطمح إليها، وهذه الملامح بدورِها تُحيل نحو جيل أدبي معين. أمّا أنا، فأنتمي إلى جيل أدب ما بعد الحداثة الذي أسس لها كتّاب مثل بروست، وجويس، وبِنْشُون. وأهمّ ملامحِ هذا الأدب: دحض فكرة البطل؛ ودحضها يعني أنّ النصّ هو البطل وليس الشخصية.
■ كيف هي علاقتك مع الأجيال السابقة؟
- العلاقة مع الأجيال السابقة هي أمر لا بد منه، فلا يمكنني أن أكتب لولا كتابات الأجيال السابقة، التي لا أزال أتشرّب منها وأتغذّى عليها. فمثلًا؛ لا يمكنني أن أكتب لولا بروست أو ماركيز.
كُتب أسلافنا متنوّعة وغنيّة وفيها الحداثي وما بعد الحداثي
■ كيف تصف علاقتك مع البيئة الثقافية في بلدك؟
- أستطيع القول إنّها علاقة مُفَكَّكَةٌ ومُهَلْهَلَةٌ، وأكتفي بقول هذا.
■ كيف صدر كتابك الأول وكم كان عمرك؟
- أصدرتُ روايتي الأولى وأنا في الثالثة والعشرين مِن عُمري، في مطلع هذا العام، عن "دار نوفل- هاشيت أنطوان" في بيروت تحت عنوان "الأشجار الأُولى".
■ أين تنشر؟
- أنشر لدى "دار نوفل- هاشيت أنطوان"، وفي صحيفة "العربي الجديد".
■ كيف تقرأ وكيف تصف علاقتك مع القراءة: منهجية، مخطّطة، عفوية، عشوائية؟
- قراءاتي متنوّعة ونوعيّة. أحاول قدر الإمكان التنويع، لكن أستطيع القول إنّها قراءة منهجيّة ومخطّطة. ففي كل عام، أحاول التركيز على نوع محدَّد من الأدب. وأواكب أيضاً عدّة دور نشر، حيث أتابع جميع إصداراتها الجديدة، مثل: Fitzcarraldo Editions وNew York Review books.
■ هل تقرأ بلغة أُخرى إلى جانب العربية؟
- أقرأ بالإنكليزية والتركية والعبرية، وأحاول القراءة بالإسبانية واللاتينية.
■ كيف تنظر إلى الترجمة وهل لديك رغبة في أن تُتَرَجم أعمالُك؟
- أعتقد أنّ الترجمة هي حلم كلِّ كاتب. وهي حلم بالنسبة لي. وحين يُترجم أيّ عمل نستطيع أن نرى مدى قوّته أو ضعفه، أي أنّ الترجمة هي امتحان للنص، حيث يكشف عن جودته أو رداءته.
■ ماذا تكتب الآن وما هو إصدارك القادم؟
- كنتُ قد أنهيت روايتي "الأشجار الأولى" في عام 2021، لكنّها صدرت عام 2023. والآن، ها أنا أعمل منذ سنتين على مخطوطة لا أعلم متى ستنتهي، ولا أعلم متى ستُنشر.
بطاقة
كاتب فلسطيني من مواليد حيفا المحتلّة عام 1999، ويقيم في إسطنبول حيث درس الهندسة الكيميائية في "جامعة يلدز التقنية". صدرت باكورته الروائية "الأشجار الأُولى" عن دار "دار نوفل- هاشيت أنطوان" هذا العام.