صوت جديد: مع إيمان جبل

08 يونيو 2024
إيمان جبل
+ الخط -
اظهر الملخص
- الكاتبة المصرية تشارك تجربتها الأدبية والإنسانية، مؤكدة على تأثير الحرب على غزة في نظرتها للكتابة، وتجربتها في المشاركة بكتاب جماعي عن غزة، معبرة عن شعورها بالخيبة رغم الصدق في الكتابة.
- تعتبر الكتابة مساحة للتجديد والاكتشاف، وترى نفسها جزءًا من جيل أدبي غير محدد بوضوح في مصر، مشددة على أهمية السعي العادل نحو الفرص في العملية الإبداعية.
- تناقش علاقتها بالأجيال الأدبية السابقة والبيئة الثقافية في مصر، مفضلة الكتابة دون التورط مع واقع البيئة الثقافية ومؤكدة على أهمية التجديد والاستمرار في الكتابة كوسيلة للتعبير والتأثير.

تقف هذه الزاوية من خلال أسئلة سريعة مع صوت جديد في الكتابة العربية، في محاولة لتبيّن ملامح وانشغالات الجيل العربي الجديد من الكتّاب. "هناك ملامح مشتركة في طريق طويلة وشاقّة"، تقول الكاتبة المصرية لـ"العربي الجديد".



■ ما الهاجس الذي يشغلكِ هذه الأيام في ظلّ ما يجري من عدوانِ إبادةٍ على غزّة؟

- حينما بدأت الحرب الأخيرة على غزّة، تبدّلت نظرتي إلى الكتابة لدرجة قلبت عالمي الداخلي. لأوّل مرّة في حياتي شعرتُ بلاجدوى الكلمة. لم أتوقّف عن الكتابة قطّ، لم أتوقّف عن الكتابة حتى في وقت الحرب. لكن مع كلّ كلمة كتبتُها منذ تشرين الأوّل/ أكتوبر الماضي كانت اللاجدوى، اللاقيمة، العبث والعدمية؛ تُسيطر على روحي. إذ طُلبَ منّي وقتها المشاركة في كتاب جماعي عن غزّة، فشاركت بـ قصائد نثرية، مع مقدّمة الكتاب التي كانت جزءاً من تجربة شخصية مررتُ بها. بعدها، لم يُفارقني الشعور بأنّ هذه كتابة خائبة، وأنّ الصدق وحده ليس كافياً... هل يكفي أن أكون صادقة لأقف أمام موت أخي؟ بعدها واصلت الكتابة بهاجس مُرعب لا أعرف حتى الآن كيف أتخلّص منه؛ هاجس النهاية.


■ كيف تفهمين الكتابة الجديدة؟

- ما يجعلني أُحبّ الكتابة؛ قدرتها على تحوير نفسها في كلّ تجربة أُقبل عليها، والعدد اللانهائي من الاحتمالات التي يُمكن من خلالها تطويع فكرة واحدة. وما يجعلني أستمرّ في الكتابة هو التطلّع إلى خلق معالجة جديدة في كلّ مرّة من دون أن أُحرق تجربتي.

الحرب على غزّة غيّرت نظرتي إلى الكتابة وقلبت عالمي

■ هل تشعرين نفسكِ جزءاً من جيل أدبي له ملامحه وما هي هذه الملامح؟

- في مصر يصعب تعريف هذه التركيبة "جيل أدبي"، فالعملية غير منظّمة وغير محكومة بمعايير، والملامح التي تتكشّف ضبابية، وغير موزونة. لكن بالنسبة إليّ وإلى تجربتي، صادفني الحظّ في أن أكون جزءاً من دائرة صداقة تجمعني بكتّاب وشعراء من نفس جيلي الإنساني والأدبي. والملامح التي أعرفها جيّداً لنا كدائرة ضيّقة هي خطواتنا ومحاولاتنا المستمرّة في الفشل والنجاح. قبل أن تكون ملامحَ للكتابة، هي ملامحُ الطريق نفسها، الطريق الطويلة والشاقّة التي تهوّنها الحماسة المشتركة داخل الكتابة وخارجها. أتكلّم عن تجربة فردية، وليس عن ظاهرة، تجربة إنسانية تتكافأ فيها كلّ المقوّمات، ومعيارها الوحيد هو السعي العادل نحو الفرصة. ما أُريد قوله هو أنّنا نحاول أن نوجَد داخل التجربة الفردية وداخل مجموعتنا الضيّقة التي لا تعي شيئاً داخل المعيارية الكبرى التي تحكم مشهد توزيع حسبة الأجيال تلك. ربّما بعد سنين، بعد التخلّص من الغضب والكثير من الجهد المهدور، سأتمكّن من الوقوف على مفهوم "الجيل"، وأتمكّن أيضاً من تمييز ملامحه بشفافية.


■ كيف هي علاقتكِ مع الأجيال السابقة؟

- علاقتي مع الأجيال السابقة جيّدة، وقد تكوّنت الروابط بفعل الكتابة وحدها. سواء من خلال الاحتكاك بتجارب الأجيال السابقة، أو من خلال تقديم تجربتي الشخصية، وتفاعلها بشكل أو بآخر مع التجارب الإنسانية والأدبية لكُتّاب آخرين في أجيال متفاوتة. بإمكاني القول إنّ تجربة الكتابة قدّمتني كاتبةً وإنسانةً بشكل معقول بين الأجيال الأدبية المختلفة.


■ كيف تصفين علاقتكِ مع البيئة الثقافية في بلدكِ؟

- في الواقع، أنا أكتب من دون أن أتورّط مع واقع البيئة الثقافية. ولكن مع كلّ تجربة جديدة تنشأ رابطة بين التجربة نفسها وبين البيئة. أحبّ متابعة الرابط الناتئ من مسافة كبيرة من دون أيّ محاولة للاقتراب. أفضّل أن أكتب فقط، والكتابة وحدها تقوم بدورها في الاحتكاك والتشابك مع البيئة.

الصورة
أعمال إيمان جبل - القسم الثقافي

■ كيف صدر كتابُكِ الأول وكم كان عمركِ؟

- صدر كتابي الأوّل "من يُنقذ بحيرة البجع؟" في صيف 2021، وكان عمري حينها 30 عاماً. 


■ أين تنشرين؟

- نشرت مجموعتي القصصية "من ينقذ بحيرة البجع؟" ورواية "قيامة تحت شجرة الزيتون" مع "دار الوردة". وحاليّاً يُعاد إصدار العملين من جديد تباعاً في مشروع نشر اسمه "البدايات" مع "دار كتوبيا". نشرت مجموعتي القصصية "لا أحد ينجو من آنا فونتينا" في "مؤسّسة بتانة"، ورواية "لعبة البيت" في "دار دوّن"، وديوان "كلّ هذا الدفء في عيني مريم" في "دار المحرّر".


■ كيف تقرئين وكيف تصفين علاقتكِ مع القراءة: منهجية، مخططة، عفوية، عشوائية؟

- أقرأ بشكل مجنون أحياناً، وبشكل متّزن وهادئ في أحيان أُخرى. أمّا علاقتي مع القراءة فهي منهجية ومخطّطة وعفوية وعشوائية. علاقتي مع القراءة تحمل كلّ الأوجه المُمكنة، أقرأُ في كلّ الأحوال وبكلّ الطرق. في البدء كنت أخاف من هذه الطريقة، أخاف أن تؤثّر سلباً على كتابتي. لكن مع الوقت بدأتُ أحبّها لأنّها تشحن دماغي بطريقة ما، وتحرّضني على الكتابة، ولم أعد أحمل همّ تغيير عاداتي فيها.


■ هل تقرئين بلغة أُخرى إلى جانب العربية؟

- أقرأ بالإنكليزية بجانب العربية، وأتمنّى تعلُّم لُغات أُخرى لأُعاين الأدب بنفسي من دون وسيط الترجمة.


■ كيف تنظرين إلى الترجمة وهل لديكِ رغبة في أن تُتَرَجم أعمالُكِ؟

- أُقدّس الترجمة والمترجم الذي ينقل نصّاً أو كاتباً أحبّه إلى لغتي. أحبّ الترجمة الحسّاسة الذكيّة التي لا تجعلني أشعر بالانفصال عن النصّ المترجَم. ولديّ رغبة كبيرة في أن تُترجم أعمالي بالطبع.


■ ماذا تكتبين الآن وما هو إصداركِ القادم؟

- حاليّاً أكتب رواية، وإصداري القادم رواية أيضاً، وقبلها ربما يُعاد إصدار مجموعة "من ينقذ بحيرة البجع؟" ضمن "مشروع البدايات"، حسب الخطّة الزمنية للنشر، والمسافة المتاحة بين مشروع وآخر.



بطاقة:

كاتبة مصرية من مواليد عام 1990. صدر لها في القصّة: "مَن ينقذ بحيرة البجع؟" (2021)، و"لا أحد ينجو من آنا فونتينا" (2022)، وفي الرواية: "قيامة تحت شجرة الزيتون" (2022)، و"لعبة البيت" (2023)، وفي الشعر: "كلّ هذا الدفء في عيني مريم" (2024).
 

وقفات
التحديثات الحية
المساهمون