صوت جديد: مع أيّوب سعد

11 ديسمبر 2022
أيوب سعد
+ الخط -

تقف هذه الزاوية من خلال أسئلة سريعة مع صوت جديد في الكتابة العربية، في محاولة لتبيّن ملامح وانشغالات الجيل العربي الجديد من الكتّاب. " أفهم الكتابة على أنَّها فنارٌ يُضيء، موضِّحاً أنَّ الحياة نُكتةٌ أو خطرٌ"، يقول الشاعر العراقي.



■ كيف تفهم الكتابة الجديدة؟

- أفهمها كمُحاولةٍ لقولِ شيءٍ ما، وليسَ ضرورياً الوصول إليه أو تحقيقه، فيكفي أنَّ تلكَ المُحاولة تقومُ بعرضهِ وتبيانه. أفهم الكتابة على أنَّها فنارٌ يُضيء، موضِّحاً أنَّ الحياة نُكتةٌ أو خطرٌ، لكن ليس شرطاً أن يُساهم في دغدغتك أو في مساعدتك على تجنُّب المهالك. أعتقدُ أنَّ فَهمي للكتابة هو أنَّها تُشير: إلى أين؟ ذلك لا يهمّ.


■ هل تشعر نفسك جزءاً من جيل أدبي له ملامحه وما هي هذه الملامح؟

- ما دمت أكتبُ الآن، فهذا يعني أنَّني جزءٌ من جيلٍ أدبيٍّ بالتأكيد. أمّا عن ملامحه، ففي الحقيقة لا أعرفها بدقّة، إذ ثمَّة مَن يكتب عن الحروبِ والدّماء، وثمَّة مَن يكتب عن الأرض والطبيعة، ومَن يكتب عن الكلاب والحبّ والضياع. لذا، فالنتيجة أنَّ لكلِّ جزء من الجيل ملامحه الخاصة المختلفة والمتنوّعة؛ قد يكون هنالك جزءٌ بلا جذورٍ شعريَّة، وآخر بجذورٍ وثالثٍ يَغرُس له جذورًا ثم يقطعها. ربما يمكنني القول إنّه جيلٌ ملامحه ملوّنة، وهذا التلوُّن صحّي شِعرياً.

قادتني العشوائيّة إلى إدراك أنَّ عليَّ التَّخطيط لِمَا أُريد قراءته

■ كيف هي علاقتك مع الأجيال السابقة؟

- أقرأُ في الوقت الحالي الأعمال الكاملة للشاعر العراقي باسم المرعبي، وهو شاعر من جيل السبعينيات، وصوت شعريٌّ مهمّ في خريطة الشعر العربي والعراقي بالتحديد. ومن أيامٍ أيضاً قرأت ديوانَ "أجلسُ جنب حياتي" للشاعرة سهام جبّار، التي تُعَدُّ من أبرز شعراء العراق ضمن جيل الثمانينيات الشعري. وهكذا، كما هو ملاحَظٌ، فإن علاقتي بالأجيال السابقة طيّبة وضرورية، وحاجةٌ لولادة حافز جديد.


■ كيف تصف علاقتك مع البيئة الثقافية في بلدك؟

- خجولة، عابرة ومعقَّدة.


■ كيف صدر كتابك الأول وكم كان عمرك؟

- صدر كتابي الأول عن "الهيئة المصريّة العامّة للكتاب" هذا العام. كنتُ قبل ذلك أكتب وأنشر قصائدي على جداري في فيسبوك، فلاحظ ما أكتُبه بعض الأصدقاء الشّعراء وتفاعلوا معه، وقدّموا لي ما يمكنُني الاستفادة منه في هذه التجربة، حتى اقترح عليَّ صديقي، الشاعر العراقي عامر الطيّب، فكرة طباعة أو إصدار كتابٍ شعريٍّ، حرصاً على توثيق التجربة، وفعلاً تم ذلك وأنا في عمرِ السابعة والعشرين.


■ أين تنشر؟

- كما ذكرتُ، أنشر على فيسبوك، الذي أعتبره موقع تفاعلٍ أدبيٍّ، وفي صحُفٍ محلّية وعربية أيضاً.


■ كيف تقرأ وكيف تصف علاقتك مع القراءة: منهجية، مخططة، عفوية، عشوائية؟

- أنا أعيش في بغداد، وهذه المدينة صاخبة ومجنونة بحركتها اليوميّة. فمثلاً، أقرأُ في ازدحام شوارعِها الذي قد يطولُ لساعاتٍ طويلة. أتذكَّرُ أنَّني قرأتُ الأعمال الكاملة للشاعرة الإيرانيّة فروغ فرخزاد في زحمة الطريق إلى الجامعة. أمّا عن علاقتي بالقراءة، ففي البدء كانت عشوائيّة، ومن غير تخطيطٍ أو درايةٍ بما أقرأ أو كيف أقرأه، إذ أن كل الذي كنتُ أقرأهُ كان من نافذةِ الفضول حول كاتبٍ أو كتابٍ معيّن. بعدها قادتني العشوائيّة إلى إدراك أنَّ عليَّ التَّخطيط لِمَا أُريد قراءته، في أي حقلٍ، ولِمَن، وكيف.


■ هل تقرأ بلغة أخرى إلى جانب العربية؟

- لا.


■ كيف تنظر إلى الترجمة وهل لديك رغبة في أن تُتَرَجم أعمالُك؟

- بالروح المُسافرة أنظر إلى الترجمة. لا أعتقدُ بأنَّ القصيدة المُترجَمة هي التي تأتي إليّ، إنَّما العَكس، هي بطاقةُ سَفري نحو بلادِ وحياةِ شاعرِها، تأخذُ يدي دائماً نحو مكانٍ آخرَ من غير أن تلمسني. أشعرُ بالامتنان لكلِّ المُترجمين الذين يَنقلونَ لنا شِعرَ اللّغات الأُخرى. وبالطَّبع لديَّ رغبةٌ في أن تُتَرجَم أشعاري، وقد تُرجِمَ بعضها للإنكليزية والفارسية.


■ ماذا تكتب الآن وما هو إصدارك القادم؟

- أكتبُ الآنَ قِصَصاً في أدَب الطِّفل، وأعملُ على إتمام مجموعةٍ شعريَّةٍ مُقبِلة، فضلاً عن كتابتي في مجال الصحافة.



بطاقة

شاعر وصَحافي عِراقي من مواليد عام 1996 في مدينة الرَّمادي (محافظة الأنبار). حاصل على إجازة في الإعلام من "جامعة بغداد". يَكتب وينشر في مواقع وصُحف محلّية وعربية. صَدرت مجموعته الشعريّة الأُولى، "الذين لا يَملكون سوى نَظراتهم"، حديثاً عن "الهيئة المصريّة العامّة للكتاب".

وقفات
التحديثات الحية
المساهمون