صلاح القصب.. من المسرح إلى التشكيل

09 اغسطس 2021
(صلاح القصب في معرضه)
+ الخط -

بعد عودته من الدراسة في رومانيا، قدّم صلاح القصب أولى تجاربه على الخشبة متكئاً على مسرحية "هاملت"؛ النص الشكسبيري المعروف" عام 1980، والذي اعتبر حينها عرضاً مؤسساً لمسرح الصورة في العراق الذي يعتمد تكوينات جسدية، وأشكالاً حركية وإيمائية وسينوغرافية مركبة وإيقاعات صوتية تشكّل درامياً الحدث الرئيسي في العمل.

نهل المخرج المسرحي العراقي (1945) من مصادر متعدّدة لهذا الشكل المسرحي تتمثّل في الشعر والسينما والفنون البصرية من رسم وفوتوغراف، حيث أشار في شهادة إبداعية قدّمها سنة 2013 إلى أنه كان ينوي دراسة التشكيل لكنه فشل في الاختبارات المؤهلة لدخول كلية الفنون الجميلة، فقرّر المواظبة على حضور دروس الفن، يتمّلكه اهتمام وانبهار بتجربة الفنان التشكيلي العراقي فائق حسن (1914 – 1992).

"لا أحد يأتي.. لا أحد هناك" عنوان معرضه الثالث الذي افتتح في غاليري "نقابة الفنانين العراقيين" ببغداد في الأول من الشهر الجاري، على هامش انطلاق فعاليات "مهرجان العراق الوطني للمسرح"، ويضمّ أكثر من ستين عملاً فنياً.

(من المعرض)
(من المعرض)

يركّز القصب في رسوماته على الوجوه والأجساد البشرية والحيوانية في محاولة لرصد حركتها وقلقها وصراعها مع الزمن، وهي تتحرّك داحل الكادر على نحو مسرحي درامي تشكّل بؤرة العمل وتكوينه، موجهة انظارها إلى المتلقي وكأنها تؤدي أدواراً على الخشبة التي أصبحت الحياة نفسها.

يقول في حديث صحافي إنه أراد لشخصياته "أن توثق نفسها في داخل الزمن المضطرب، وأن تشكل حركة داخل مسار زمن جديد أرادت أن توثق وجودها وسط هذا الاضطراب الكوني"، وقد ذهب بهذه الشخصيات لتلتقط صوراً لها فوقفت في طابور طويل أمام الاستوديو وانتظرت زمناً طويلاً وهي تحدق في عدسة الكاميرا، في رغبة لأرشفة لحظة وجودها، وتسجيل الخوف الذي يسكنها والحرية التي تتوقو إليها.

هذه الحركية أو المشهدية التي أراد القصب نقلها في لوحته، لكن هؤلاء الناس سيققون دون أن تفتح الكاميرا عدستها كونها معطّلة، فتكثّف لديها الإحساس بالحيرة واليأس وبقيت في دائرة الانتظار، وهو ما يوضحّه عنوان المعرض "لا أحد يأتي.. لا أحد هناك"، وبذلك بقوا في أمكنتهم لسنوات طويلة ولم يتمكنّوا من تحرير أنفسهم، وهم مكبلّون بوجودهم/ في انتظارهم المديد.

من جهة أخرى، يلفت إلى أن "المخرجين الكبار رسامون كبار والفن التشكيلي كان الجوهر الأول لانبثاق المسرح، فكان أحد الجينات التي فجّرها المخ التشكيلي الذي يشع من خلال حلقات بصرية مضيئة في مجرات مضيئة. هو المنطلق للرؤية، وهو أحد المكونات التي أفرزت الشعر والرواية، مضيفاً أن "الفن التشكيلي منحني مسرح الصورة، ومن خلال هذا الفن العظيم انبثقت قراءات لتكون مسرح الصورة الذي يعتمد التشكيل المركب، وهذا المعرض هو جزء من عرض مسرحي تشكيلي وهناك تداخل بين العروض المسرحية وموج اللون والضوء والمسافة في هذه اللوحات التي هي أقرب إلى الموج المسرحي. العلاقة والمقاربات متداخلة ما بين عروض ألمهرجان المسرحية والرؤية البصرية التشكيلية".
 

آداب وفنون
التحديثات الحية
المساهمون