شعلةٌ في الريح

15 نوفمبر 2024
طفل فلسطيني يتأمل الدمار في مخيم النصيرات للاجئين، 12 تشرين الثاني/ نوفمبر 2024 (Getty)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- المقاومة تبقى شعلةً في الريح رغم الظلم المستمر، حيث يُعتبر الاستسلام للظلم خيانةً للإرث النضالي الذي توارثته الأجيال.
- التفاؤل والإرادة هما السلاحان الأساسيان في مواجهة الظلم، حيث يجب أن نؤمن بقدرتنا على الدفاع عن أنفسنا مهما كانت التحديات.
- الأمل في النصر طويل الأمد يتطلب نفسًا طويلًا، حيث تتوالى الجولات وتبقى الشعلة مضيئة، رمزًا للصمود والمقاومة.

منذ قرون، صار الأسى عند شعوبنا فطرةً، ولأنّ الأسى لا "يُنتسى"، ولأنّ الظلم الواقع عليها من ذلك النوع الدؤوب والمثابر، الذي يُورّث ما تحت رماده غباء البطش، ستظلّ المقاومة شعلةً في الريح، وملعونٌ ابن ملعون من يطفئها. بحجّة أنّنا "مش قدّهم": أنّ الكفّ لا تناطح المخرز، وأنّ بلاغة الكفاح البشري كلّها لا تصمد أمام "الإف 35".

هذا حكيٌّ مسمومٌ طبعاً، ولو مشت عليه شعوب الكوكب المضطهدة لما تحرّرت أبداً. ثُمّ أين تفاؤل الإرادة حين يتشاءم العقل الماديّ؟ أين النسغ الوهّاج في الأمم أمام مصاصي دمائها ولصوص خبزتها؟ وأين نصف الكوب الممتلئ؟ أين الحيوان الذي يدافع عن وكره؟ أين الدخان الموجود في كلّ عود، مهما بدا نحيفاً وهشّاً؟ وأين النصر طويل الأمد بالنقاط؟ أين الجولة تعقبها جولة، والرابح مالكُ النفَس الطويل؟

إنّ أعظم ما في خلق الله من جميع الكائنات الحيّة، قدرتها على الدفاع عن نفسها، مهما ضؤل جرمُها، بما وهبها الله من خواصّ وإمكانات. 

لن نيأس ولن نرفع راية الاستسلام، وسنظلّ نركن إلى إرثنا النضالي ابناً عن أب وجدّ: جيلٌ يمضي، وجيلٌ يأتي، وتبقى الشعلة في الريح، راية الذاهبين إلى شمسهم، طال المظلم أم طال أكثر.

 

* شاعر فلسطيني مقيم في بلجيكا

موقف
التحديثات الحية
المساهمون