رسالةٌ إلى نازح تحت القصف المتواصل

16 يونيو 2024
طفلان فلسطينيان صبيحة عيد الأضحى في خان يونس جنوبي غزّة، 16 حزيران/ يونيو 2024 (Getty)
+ الخط -
اظهر الملخص
- النص يصور معاناة الحياة في ظل الحرب والدمار، مشددًا على قدرة الإنسان على التمييز بين أصوات القذائف وعدم الثقة بالمظاهر الخادعة كالدخان المتصاعد والموبايلات المرفوعة.
- يبرز الشاعر الأمل والحياة في أبسط تجلياتها، من خلال صورة الناس الذين يواصلون الحياة ببساطة وسط الدمار، مثل الطفلة التي تربت على رأس قطتها والعجوز التي تغسل وشاحها.
- ينتهي النص برسالة قوية عن البقاء والصمود، مؤكدًا أن الحياة تستمر رغم الألم والمعاناة، وأن قلب الإنسان يظل مليئًا بالأمل والحياة، متحديًا فكرة الموت واليأس.

إنْ خطفك نعاسٌ إلى حضنه فتلك نعمة كبيرة
لقد صار سمعك قادراً على معرفة
القذيفة القاتلة
من
القذيفة القاتلة

لا تُصدّق الدخان المتصاعد من الأبنية
هناك دائماً بشرٌ سينهضون للحياة
سيضحكون
لسائق العربة وحماره
لحامل الأرغفة الملطّخة بالتراب والرماد
لطفلة حافية تُربِّت رأس قطّتها
لعجوز تغسل وشاحها بكفيّن مبللّتين
لشرطيّ يقف في منتصف شيء ما ثم ينظر إلى السماء
لراهبة تبيع صليبها مقابل حفنة دقيق

لا تُصدّق الموبايلات المرفوعة فوق الأعناق
جميعها جائعة لأشلاء ورؤوس لم تُدفن في الشوارع بعد

لا تُصدّق الخيام التي نصبها الأشقّاء والأصدقاء
فهي سريعة الاشتعال
لا تُصدّق الأناشيد والبيانات ونشرات الأخبار
والمطر الذي يأتي في الصيف
لا تُصدّق أحلامك وكوابيسك وأمانيك
لقد وضعوا صورتك على ملصق ماء

هل ترى تلك البناية المهدّمة؟
هل ترى ذلك الصبيّ الذي يأكل العشب؟
هل ترى وجه الرئيس تحت طبقات المكياج؟
هل ترى الألم الآن؟
هل تعرف الألم الآن؟

أنت لم تمُتْ بعد
يدكَ ما تزال قادرة على جرّ عربة
وستلاحقك الصرخات الخرساء
ستلاحقك وجوه كلّ الذين صعدوا أو نزلوا هذا الطريق

الموت يخرج من قلبك
قلبك لم يعد فيه مكان سوى
لنهر وبحر
لذا لا تُصدّق من قال إنّكَ
متّ.


* شاعر من ليبيا

نصوص
التحديثات الحية
المساهمون